عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَدِفْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ: «هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ شَيْءٌ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «هِيهْ» فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا، فَقَالَ: «هِيهْ» ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا، فَقَالَ: «هِيهْ» حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ.
[صحيح] - [رواه مسلم]

الشرح

قال الشريد رضي الله عنه: كنتُ خلف النبي صلى الله عليه وسلم على ظهر الدابة يومًا، فقال عليه الصلاة والسلام: هل تحفظ من شعر أمية بن أبي الصلت شيء؟ وهو شاعر مات كافرًا، وهو من قبيلة الشريد، قلت: نعم أحفظ منه، قال: أسمعنا من شعره، فأنشدت عليه بيتًا، فقال: زدنا من إنشاد شعره، فذكرتُ بيتًا آخر، فقال: زدنا أيضًا، حتى أنشدت عليه مائة بيت من شعره. وكان شعر أمية مليئًا بمعاني التوحيد، رغم أنه من شعراء الجاهلية، وأدرك مبادئ الإسلام، وبلغه خبر المبعث، لكنه لم يوفق للإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكان يتعبد في الجاهلية، وقد استحسن النبي صلى الله عليه وسلم شعر أمية واستزاد من إنشاده لما فيه من الإقرار بالوحدانية والبعث.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

رَدِفْتُ:
ركبت خلفه.
هيه:
كلمة تقال لطلب الزيادة من الحديث، وهنا استزاده النبي صلى الله عليه وسلم من الشعر.

من فوائد الحديث

  1. ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التوسط وعدم الغلو والجفاء.
  2. جواز استنشاد الشعر واستماعه، وأما ما ذُكر في القرآن من عدم تعليمه عليه الصلاة والسلام الشعر وأنه لا ينبغي له ذلك فلا ينافي الاستشهاد بشعر غيره أو قول ببيت أو بيتين، فلا يدخل في الآية.
  3. في استنشاده صلى الله عليه وسلم لشعر أمية دليلًا على جواز حفظ
  4. الأشعار والاعتناء بها، إنما المكروه أن يغلب الاشتغال بها على الإنسان،
  5. ويكثر منها كثرةً تصده عن ما هو أهم منها.
  6. جواز إنشاد الشعر السليم يشمل شعر الجاهلية، وأن المذموم من الشعر الذي فيه فحش أو شرك أو مخالفة شرعية.
  7. جواز إنشاد الأبيات الكثيرة في مجلس واحد.
المراجع
  1. صحيح مسلم (4/ 1767) (2255)، شرح سنن ابن ماجه للسيوطي وغيره (ص: 267)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (9/ 90)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (36/ 621)، النهاية في غريب الحديث والأثر (1019).