عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه عليٌّ، وعليٌّ نَاقِهٌ، ولنا دوالي معلَّقة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منها، وقام علي ليأكل، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: "مه، إنك ناقه"، حتى كَفَّ عليٌّ، قالت: وصنعت شعيرًا وسِلْقًا، فجئت به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا علي، أَصِبْ من هذا فهو أنفع لك".
[حسن] - [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد]

الشرح

قالت أم المنذر بنت قيس الأنصارية: دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم ومعه علي رضي الله عنه، وكان علي رضي الله عنه قريب العهد بالمرض ولم ترجع إليه كمال صحته وقوته، وكانت لنا عذوق فيها بسر نعلقه حتى يستوي فنأكل منه، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يأكل منه، وقام علي ليأكل منه، فأخذ النبي عليه الصلاة والسلام يقول لعلي: اكفف عن الأكل منه، فإنك في حالة قريبة من المرض فتحتاج إلى الاحتماء من بعض الأطعمة التي قد تضرك، حتى توقف علي عن الأكل، وصنعت أم المنذر شعيرًا وسِلْقًا، والسلق هو نبات يطبخ ويؤكل، فأتت به إليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي، كُل من هذا فهو أنفع لك من التمر، وهذا فيه دليل على حمية الناقه من أكل ما يخاف عليه الضرر منه، والحمية إنما هي من الكثير الذي يؤثر أكله في البدن ويثقل المعدة، أما الحبة والحبتان فلا حمية لها.

الترجمة:
عرض الترجمات

من فوائد الحديث

  1. دليل على أن الناقه يحتمي، وإذا احتمى الناقه الذي لم يرجع إليه كمال صحته، فالمريض يحتاج إلى الحمية من باب الأولى.
  2. فضل علم الطبيب، وأن الطبيب يقبل قوله ويرجع إليه في ترك المضر واستعمال النافع.
  3. جواز الأكل من بيت الصديق بغير إذنه إذا علم أو غلب على ظنه رضاه بذلك.
  4. جواز الأكل قائمًا من فاكهة على أصولها أو معلقةً في البيت.
  5. حمل صاحبُ الطعام الطعامَ بنفسه إلى الأكابر والعلماء دون أحد من جهته.
  6. طبيخ الشعير والسلق نافع للناقه، بينما التمر مضر له.
المراجع
  1. سنن أبي داود (6/ 6) (3856)، سنن الترمذي (3/ 450) (2037)، سنن ابن ماجه (4/ 500) (3442)، مسند أحمد (44/ 603) (27051)، شرح سنن أبي داود لابن رسلان (15/ 544)، شرح سنن أبي داود للعباد (435/ 6).