عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيتُني دخلتُ الجنة، فإذا أنا بالرُّميصاء، امرأة أبي طلحة، وسمعت خَشْفَةً، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال، ورأيت قصرًا بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقال: لعمر، فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرتُ غَيرتَك" فقال عمر: بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار. ورواه مسلم وحده من حديث أنس: عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "دخلت الجنة فسمعت خشفة، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك".
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رؤيا له في المنام، ورؤيا الأنبياء حق، رأى أنه دخل الجنة فوجد الرُّميصاء، ويقال لها الغُميصاء، بنت مِلْحَان، وكنيتها أم سُلَيم، وهي أم أنس بن مالك، وامرأة أبي طلحة رضي الله عنهم وأرضاهم، لُقِّبت بذلك لرمص كان بعينها، والرمص مادة بيضاء جامدة تجتمع في طرف العين، وسَمِع النبي عليه الصلاة والسلام حين دخل الجنة في المنام حركةَ وقعِ قدمٍ، فسأل جبريل أو غيره من الملائكة من هذا؟ فأخبره أنه بلال بن رباح رضي الله عنه، ورأى في الجنة قصرًا في أحد جوانبه جارية شابة، فسألها من صاحب هذا القصر؟ فأجابت أنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يدخل إلى القصر وينظر إليه، ثم تذكر غيرة عمر رضي الله عنه، فقال عمر: أفديك بأبي وأمي يا رسول الله، وهل أغار عليك؟ أي: وإن كانت الغيرة في الحق محمودة، إلا أنها لا تليق بجنابك، فإنك أعلى من ذلك، إذ حصول هذه النعم بسبب النبي عليه الصلاة والسلام، فما هداه الله إلا بسببه. وفي رواية: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الجنة فسمع حركة وقع أقدام، فسأل من هذا؟ فأجاب الملائكة أنها الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

خشفة:
الحس والحركة والصوت.
فنائه:
الفناء: المكان المتسع أمام الدار.

من فوائد الحديث

  1. فضيلة ظاهرة لعمر رضي الله عنه.
  2. فضيلة ظاهرة للرميصاء أم أنس رضي الله عنهما.
  3. فضيلة ظاهرة لبلال رضي الله عنه.
  4. بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من مراعاة الصحبة.
  5. بيان جواز ذكر الرجل بما علم من خلقه، كغيرة عمر رضي الله عنه.
  6. إثبات البشرى بالرؤيا، ولا سيما رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن رؤيا الأنبياء وحي.
المراجع
  1. صحيح البخاري (5/ 10) (3679)، صحيح مسلم (4/ 1908) (2456)، النهاية في غريب الحديث والأثر (265) (719)، فتح الباري لابن حجر (7/ 44)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (6/ 98)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (38/ 465) (38/ 474).