عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدخل بيتًا بالمدينة غير بيت أم سُلَيم إلا على أزواجه، فقيل له، فقال: «إني أرحمها، قُتِلَ أخوها معي».
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يتعاهدُ دخولَ بيت من بيوت المدينة غير بيوت أزواجه أمهات المؤمنين وبيت أم سُليم والدة أنس رضي الله عنهم، فسأله الصحابة عن سبب ذلك، فأخبرهم أنه يرحمها؛ لأن أخوها وهو حرام بن مِلْحان، قُتل يوم بئر معونة، مع عسكري، أو معي نصرةً للدين، وتحت أمري، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن في غزوة بئر معونة، فهذه معية معنوية، بغلإضافة إلى أن أم سُليم كانت خالةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاع، وقد خلف عليه الصلاة والسلام أخاها في أهله بخير بعد وفاته، وحسن العهد من الإيمان. وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل على النساء؛ عملًا بما شرع من المنع من الخلوة بهن، وليُقتدى به في ذلك.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

قتل أخوها معي:
في عسكري، أو في أمري وطاعتي.

من فوائد الحديث

  1. جواز دخول المحرم على محرمه، والخلوة بها.
  2. فيه إشارة إلى منع دخول الرجل على الأجنبية، وإن كان صالحًا، وقد وردت أحاديث صحيحة مشهورة في تحريم الخلوة بالأجنبية.
  3. بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الرحمة، والتواضع، وملاطفة الضعفاء.
  4. فيه صحة الاستثناء من الاستثناء، فإن قوله: "إلا على أزواجه" مستثنى من "النساء"، وقوله: "إلا أم سليم" مستثنى من "أزواجه"، وقد رُتبت عليه مسائل في الطلاق، والإقرار.
  5. استحباب حسن العهد، والمحافظة على الود بتعاهد أهل الصديق وأقاربه في حياته، أو بعد موته، والخلافة فيهم بخير، فإن النبي صلى الله عليه وسلم
  6. كان يجبر قلب أم سليم بزيارتها، ويعلل ذلك بأن أخاها قتل معه، ففيه أنه صلى الله عليه وسلم خلفه في أهله بخير بعد وفاته، وذلك من حسن عهده صلى الله عليه وسلم.
المراجع
  1. صحيح البخاري (4/ 27) (2844)، صحيح مسلم (4/ 1908) (2455)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (39/ 238)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري (14/ 138)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (5/ 66).