عن جابر رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اهتزَّ العرشُ لموتِ سعد بن معاذ»، فقال رجل لجابر: فإن البراء يقول: اهتز السرير، فقال: إنه كان بين هذين الحَيَّيْنِ ضَغَائنُ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ».
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

قال جابر رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: تحرك العرش لموت سعد بن معاذ تحركًا حقيقيًا، أو المراد باهتزازه ارتياحه لروحه واستبشاره بصعودها لكرامته، وفرحًا بقدوم روحه، وخلق الله تعالى فيه تمييزًا إذ لا مانع من ذلك، فالعرش من المخلوقات، واستواء الله تعالى على العرش ليس كاستواء الإنسان على الفُلك أو على الأنعام؛ لأن الإنسان محتاج لما يستوي عليه، ولو زال لسقط، ولو اهتز لاهتز الإنسان، ولا نُشبه استواء الله تعالى على العرش باستواء المخلوق؛ لأن الله تعالة غني عن العرش وعن كل الخلق، والقول الثاني أن المراد اهتزاز أهل العرش، وهم حملته، فقال رجلٌ لجابر: فإن البراء بن عازب يقول في معنى قوله عليه الصلاة والسلام: اهتز العرش لموت سعد بن معاذ، أي اهتز السرير الذي حُمل عليه، وهو نعش سعد، وسياق الحديث يأباه فالمراد منه فضيلته، وأي فضيلة في اهتزاز سريره، إذ كل سرير يهتز إذا تجاذبه أيدي الرجال، فرد عليه جابر أنه كان بين قبيلة البراء وقبيلة سعد ضغائن وعداوة، وأكد عليه سماعه للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

اهتز:
الهز في الأصل: الحركة، واهتز إذا تحرك، ويحتمل أنه في معنى الارتياح، أي: ارتاح بصعوده حين صُعد به، واستبشر، لكرامته على ربه، وقيل: أراد فرَح أهل العرش بموته.
الحيين:
القبيلتين.
ضغائن:
عداوة وبغضاء.

من فوائد الحديث

  1. منقبة عظيمة لسعد بن معاذ رضي الله عنه.
  2. اهتزاز عرش الرحمن حقيقةً فرحًا بقدوم روح سعد بن معاذ رضي الله عنه.
المراجع
  1. صحيح البخاري (5/ 35) (3803)، صحيح مسلم (4/ 1915) (2466)، النهاية في غريب الحديث والأثر (1007) (546)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (6/ 158).