عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جاء خَدَمُ المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يُؤْتَى بإناءٍ إلا غَمَسَ يده فيها، فربما جاؤوه في الغداة الباردة، فيغمس يده فيها.
[صحيح] - [رواه مسلم]

الشرح

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة الفجر جاء خَدَمُ المدينة بأوعيتهم التي فيها ماء، ليغمس فيها النبي صلى الله عليه وسلم يده فيتبركوا به، وكان كلما جاؤوا بها أدخل عليه الصلاة والسلام يده فيها، وقد يأتوا بالماء في صباحٍ شديد البرودة، فيغمس عليه الصلاة والسلام يده فيها. وموافقة النبي صلى الله عليه وسلم لمن يطلب منه غمس يده في الماء، حتى في البرد، دليل على كمال حسن خلقه وتواضعه للجميع، وقضاء حاجاتهم، وإجابة دعوة الصغير والكبير، وإن شق ذلك عليه، ولتحصل لهم البركة في أطعمتهم.

من فوائد الحديث

  1. ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب.
  2. بروزه صلى الله عليه وسلم للناس، وقربه منهم؛ ليصل أهل الحاجات إلى حاجاتهم، ويرشد مسترشدهم؛ وليشاهدوا أفعاله، ويسمعوا أقواله، فيقتدون به.
  3. صبره صلى الله عليه وسلم على المشقة في نفسه؛ لمصلحة المسلمين، وإجابته من سأله حاجة.
  4. جواز التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم.
  5. أن غمس اليد في الماء لا يضره، ولا ينقص من طهوريته.

معاني بعض المفردات

الغداة:
صلاة الفجر.
بآنيتهم:
بأوعيتهم.
غمس:
أدخل.
الترجمة:
عرض الترجمات
المراجع
  1. صحيح مسلم (4/ 1812) (2324)، النهاية في غريب الحديث والأثر (679)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (37/ 518)، إكمال المعلم بفوائد مسلم (7/ 286).