عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُؤْتَى بالصبيان فيُبرِّكُ عليهم ويُحنِّكُهم، فأتي بصبي فبال عليه، فدعا بماء، فأتبعه بوله ولم يغسله.
[صحيح]
-
[رواه مسلم]
أخبرت عائشة رضي الله عنها أن الصحابة كانوا يجيئون بصبيانهم الصغار ليدعو لهم النبي عليه الصلاة والسلام بالبركة، ويمضغ التمر ثم يدلكه بحنك الصبي؛ تبرُّكًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإن طلب البركة من آثاره عليه الصلاة والسلام، كشعره وعرقه وسؤره وبقية وضوئه وثيابه، مما قد فعله الصحابة وأقرهم عليه، ولم يفعلوا ذلك بمن بعده كأبي بكر وعمر وعلماء الصحابة، ولم يفعله التابعون بهم، فلا يؤخذ منه التبرك بأهل الفضل، ولكن يمكن طلب البركة بدعائهم، وتحنيك الصبيان عند ولادتهم ذهب بعض أهل العلم إلى كونه سنة مطلقة، لكل مولود، وذكرت رضي الله عنها أنه جيء بصبي فبال على النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر أن يأتوه بماءٍ، فرشَّه عليه وصبَّه ولم يغسله، وفيه أن بول الصبي الذي لم يأكل الطعام يكفي فيه النضح، ولا يجب غسله، فيغسل من بول الجارية، ويرش من بول الغلام، كما ثبتت السُّنَّة بهذا التفصيل. وليس فيه ما يدل على طهارته، ولكن على التخفيف في تطهيره، إذ قد رخص في نضحه ورشه، وعفا عن غسله تخفيفًا، وقيل في الحكمة من تخصيص الذكر دون الأنثى بهذا التخفيف: لملازمتهم حمل الذكران أكثر من الإناث، فالحاجة فيهم أكثر، وقيل غير ذلك، والله أعلم.