عن قتادة قال: كنا نأتي أنس بن مالك رضي الله عنه، وخبَّازُه قائمٌ، قال: كلوا، فما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم رأى رغيفًا مُرَقَّقًا حتى لحق بالله، ولا رأى شاةً سَمِيطًا بعينه قط.
[صحيح]
-
[رواه البخاري]
أخبر قتادة أنهم كانوا يجيئون إلى أنس رضي الله عنه ويكون خبَّازُه عنده، فيقول: كلوا، فإني لا أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رغيفًا كبيرًا رقيقًا حتى توفي، ولم يرى شاة مشوية كاملةً بعينه أبدًا، فبيّن أنه صلى الله عليه وسلم ما كان منعَّمًا في المأكولات، وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يأكل ما حضره من الطيبات شاكرًا لله تعالى، ولم يكن يتكلَّف معدومًا ولا يجعل تنميق الطعام وتنويعه من اهتماماته، ووردت بعض الأحاديث الباطلة في ذلك، وبيَّن العلماء نكارتها سندًا ومتنًا، مثل ما رواه أبو داود وابن ماجه من حديث عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وددت أن عندي خُبزةً بيضاءَ من بُرَّةٍ سمراءَ ملبَّقةً بسمنٍ ولبنٍ"، فقام رجلٌ من القوم، فاتخذه فجاء به، فقال: "في أي شيء كان هذا؟"، قال: في عُكَّة ضَبٍّ. قال: "ارفعه"، أي في وعاءٍ من جلد الضب، وفيه رجل متروك الحديث، اسمه أيوب بن خُوط، ذكرناه للتحذير مما لم يثبت، ويظن بعض الناس مخالفته لما ثبت وصح.