عن أُسَيد بن حُضَير رجل من الأنصار قال: بينما هو يحدِّث القوم -وكان فيه مزاح- بينا يضحكهم فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعُودٍ، فقال: أَصْبِرْني، قال: "اصْطَبِر"، قال: إن عليك قميصًا وليس عليَّ قميص، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه، فاحتضنه وجعل يقبِّل كَشْحَه، قال: إنما أردت هذا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[صحيح] - [رواه أبو داود والحاكم]

الشرح

روى أُسيد بن حُضَير وهو صحابي من الأنصار عما حدث له مع النبي صلى الله عليه وسلم، فبينما هو يتحدث مع الصحابة حديثَ مُزاحٍ، وكان يضحكهم، فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم في خصره بِعُودٍ مازحًا، فقال له أُسيد أريد أن أقتص، فردَّ عليه الصلاة والسلام: اقتص، فقال: إنك تلبس قميصًا وأنا لم أكن لابسًا، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم قميصه ليقتص منه أُسيد، فاحتضنه وجعل يُقبل جنبه فوق خصره عليه الصلاة والسلام، ثم بيّن أنه ما أراد إلا تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

خاصرته:
أسفل جنبه.
أَصْبِرْني:
أقدني من نفسك.
اصطبر:
استقد وخذ بحقك.
كشحه:
جنبه فوق خصره.

من فوائد الحديث

  1. جواز مداعبة الأصحاب في بعض الأحيان من غير إيذاء ولا إفراط، وأيضًا كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم يفعل ذلك مع النساء والصبيان، وهذا من مكارم أخلاقه ولطائفه وكثرة تودده إلى قلوب من يجتمع به.
  2. جواز القصاص في الضربة بالسوط واللطمة بالكف، ونحو ذلك مما لا ينتهي إلى حد معلوم، وقد روي ذلك عن الخلفاء الأربع.
  3. لا فرق في القصاص بين أن يقع الضرب للمداعبة واللعب ونحو ذلك، أو كان في جد، فإن طعنة النبي صلى اللَّه عليه وسلم كانت في حال المداعبة.
  4. فيه اشتراط المماثلة في القصاص فإذا كان المضروب بلا قميص يستره فيكون المأخوذ منه القصاص بلا قميص، وإن كان الضرب فوق القميص فالقصاص مثله.
  5. الكشح من الرجل ليس بعورة، فإن عورته ما بين السرة والركبة.
  6. استحباب إكرام الأكابر من المشايخ والعلماء بتقبيل جسدهم وبدنهم ورأسهم.
  7. تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وقبوله لأن يقتص منه.
المراجع
  1. سنن أبي داود (7/ 511) (5224)، المستدرك على الصحيحين للحاكم (3/ 327) (5262)، النهاية في غريب الحديث والأثر (507) (802)، شرح سنن أبي داود لابن رسلان (19/ 569).