عن يزيد بن أبي حبيب أن أبا الخير حدثه أنه سمع عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كلُّ امرئٍ في ظِلِّ صدقته حتى يُفصَل بين الناس -أو قال: يُحكَم بين الناس-" قال يزيد: وكان أبو الخير لا يُخطِئُه يومٌ إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة أو كذا.
[صحيح] - [رواه أحمد]

الشرح

في هذا الحديث دلالة على فضيلة الصدقة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلُّ امرئٍ في ظِلِّ صدقته، فتكون الصدقة يوم القيامة ظلًّا لصاحبها من حر الموقف، وهذا على حقيقته لا مجازًا، فإن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يجعل المعاني أعيانًا، والأعيان معاني، وأنها تكون ظلًا في جميع يوم القيامة حتى يفصل ويحكم بين الناس، والحكم بين الناس بين المعتدي والمعتدي عليه، والفصل بين الناس في أعمالهم، حتى يكونوا فريقين: فريق إلى الجنة، وفريق إلى النار. قال يزيد: كان أبو الخير مرثد اليزني التابعي لا يأتيه يوم إلا تصدق فيه بشيء، ولو كان يسيرًا، كبصلة أو كعكة، مما يدل على فضله، وأثر الحديث في نفسه وعمله، وهكذا ينبغي أن نكون.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

في ظل صدقته:
تحت صدقته.
لا يُخطِئُه يومٌ:
لا يمر عليه يوم.

من فوائد الحديث

  1. في الحديث فضيلة من فضائل الصدقة.
  2. بيان إثبات يوم القيامة والحساب والجزاء.
  3. الحث على الصدقة ولو باليسير.
  4. بيان ما كان عليه السلف الصالح من العمل بالعلم، ومن ذلك التصدق يوميًا ولو باليسير.
المراجع
  1. مسند أحمد (28/ 568) (17333)، فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام ط المكتبة الإسلامية (3/ 102)، البدر التمام شرح بلوغ المرام (4/ 367).
المزيد