عن جابر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلًا، يتخونهم، أو يلتمس عثراتهم.
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

يدل هذا الحديث أنه من طال سفره فيحرم أن يقدم على امرأته ليلًا بغتةً؛ ليتتبع زلتهم أو يتَّهِمَهم بالخيانة، فأما من كان سفره قريبًا تتوقع امرأته إتيانه ليلًا، أو اشتهر قدومه ووصوله، وعلمت امرأته وأهله ولم يقدم بغتة، فلا بأس بقدومه متى شاء، ليلًا أو نهارًا؛ لزوال المعنى الذي نهي بسببه، وفيه حكمة أخرى، وهي التأهب للقادم، قال صلى الله عليه وسلم: «أمهلوا حتى تدخلوا ليلًا -أي عِشاءً-؛ لكي تمتشط الشَّعِثة وتستحد المُغِيبة»، متفق عليه، أي تحلق التي غاب زوجها عنها عانتها وإبطها.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

يطرق:
كل آت بالليل طارق، وقيل: أصل الطروق: من الطرق وهو: الدّق، وسمي الآتي بالليل طارقًا لحاجته إلى دقّ الباب، فقد كانوا يفتحون أبوابهم نهارًا.
يتخونهم:
يطلب خيانتهم وعثراتهم ويتهمهم.

من فوائد الحديث

  1. النهي عن القدوم ليلًا على الأهل لمن كان في سفر إلا إذا أعلمهم.
  2. الحث على تأهب الزوجة لزوجها عند قدومه من السفر.
المراجع
  1. صحيح البخاري (3/ 7) (1801)، (7/ 5) (5079)، صحيح مسلم (3/ 1528) (715)، النهاية في غريب الحديث والأثر (561)(290)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (33/ 63).