عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أفطر في رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة».
[حسن] - [رواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم]

الشرح

في هذا الحديث بيان سماحة الشريعة ورحمة الله تعالى بعباده، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من أفطر في رمضان ناسيا فلا شيء عليه، والإفطار هنا يعمُّ الأكل والشرب والجماع وغيرها من المفطرات، حال كونه ناسيًا، والنسيان هو ذهول القلب عن شيء معلوم عنده، أما عدم العلم فهو جهل، فقد ينسى أنه صائم، وقد ينسى أن هذا الشيء مفطر، وكلاهما داخل في العفو، فهو إما أن ينسى حاله أو ينسى حكم ما تناوله من أكل أو شرب، وهذا نسيان للحكم، وكلا الأمرين داخل في هذا الحديث، فليس عليه قضاء بأن يصوم مكان هذا اليوم يومٌ آخر، ولا كفارة بأن يفعل ما يكفر عنه فطره.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

فلا قضاء:
ليس عليه صوم يوم مكان هذا اليوم.
كفارة:
وهي عبارة عن الفعلة والخصلة التي من شأنها أن تُكفّر الخطيئة، أي: تسترها وتمحوها.

من فوائد الحديث

  1. من أفطر ناسيًا في نهار رمضان فليس عليه شيء من قضاءٍ أو كفارة.
  2. جريان النسيان على بني آدم.
  3. النسيان لا يقدح في الإنسان، لأنه من طبيعة الإنسان، ولو كان سببًا للقدح لما عُذر به الإنسان.
  4. بيان رحمة الله عز وجل بترك المؤاخذة على النسيان.
  5. فعل المحظور مع النسيان لا يترتب عليه شيء، بخلاف المأمور فإنَّ ترْكَ المأمور نسيانًا لا يسقطه.
المراجع
  1. صحيح ابن خزيمة (2/ 955) (1990)، صحيح ابن حبان (8/ 287) (3521)، المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 595) (1569)، النهاية في غريب الحديث والأثر (808)، فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام ط المكتبة الإسلامية (3/ 224).