عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم"، قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان صائمًا أمر رجلًا، فأوفى على شيء، فإذا قال: غابت الشمس أفطر.
[صحيح] - [رواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم]

الشرح

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة لا تزال على الخير ومتبعة للسنة ما دامت تعجِّل إفطارها في أول وقته، أما إذا أخَّرت الإفطار وانتظرت ظهور النجوم لتفطر فإنها تكون بذلك قد خالفت السنة، والسنة لا يُنال الخير ولا يَندفع الشر إلا باعتقادها والعمل بها، وكان عليه الصلاة والسلام إذا كان صائمًا أمر رجل أن يتحقق من الغروب، حرصًا منه على تعجيل الفطر، فإذا اطّلع على شيء فأخبره أن الشمس غابت أفطر عليه الصلاة والسلام، فإذا كان بجوار الإنسان مبنى أو سور أو جبل فإنه لا يفطر بنزول الشمس وراء ذلك الحائل، واحتجابها عن عينه، ولكن يفطر بغروب الشمس في خط الأفق، وذهابها تمامًا، ودخول وقت صلاة المغرب، ولذلك قال: (فأوفى على شيء) أي ارتفع حتى يرى الشمس، وفيه رد على الرافضة في تأخير الفطر إلى ظهور النجوم، ولعل هذا هو السبب في وجود الخير بتعجيل الفطر؛ لأن الذي يؤخره يدخل في خلاف السنة، وفيه أن تحقُّق غروب الشمس كما يكون بالرؤية يكون أيضًا بإخبار من يجوز العمل بقوله.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

لا تزال أمتي على سنتي:
يستمرون على الخير واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ما لم تنتظر بفطرها النجوم:
إشارة إلى تعجيل الفطر وصلاة المغرب وعدم تأخيرها عن وقتها إلى حين ظهور النجوم.
أوفى:
أشرف واطّلع.

من فوائد الحديث

  1. بيان استحباب تعجيل الفطر.
  2. الإشارة إلى أن تغيير هذه السنة علم على فساد الأمر، ولا يزالون بخير ما داموا محافظين عليها.
  3. من الحِكَم في تعجيل الإفطار أنه أرفق بالصائم، وأقوى له على العبادة.
  4. ضلال الرافضة في تأخيرهم الفطر إلى ظهور النجوم ومخالفتهم للسنة.
المراجع
  1. صحيح ابن خزيمة (2/ 990) (2061)، صحيح ابن حبان (8/ 277) (3510)، المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 599) (1584)، النهاية في غريب الحديث والأثر ( 983)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (20/ 569)، مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه والقول المكتفى على سنن المصطفى (10/ 165)، البدر التمام شرح بلوغ المرام (5/ 26).