عن أبي سعيد، قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف السِّترَ فقال: "ألا إن كلكم مُنَاجٍ ربَّه، فلا يؤذينَّ بعضُكم بعضًا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة" أو قال: "في الصلاة".
[صحيح] - [رواه أبو داود]

الشرح

ذكر أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان معتكفًا في المسجد فسمعهم يقرؤون رافعي أصواتهم، فكشف الستر وأخبرهم أن كلا منكم مناجٍ ربه؛ لأن قراءة القرآن مناجاة لله تعالى، فلا يؤذين بعضكم بعضًا بالتشويش ورفع الأصوات في القراءة أو في الصلاة، يعني سواء كان الإنسان يقرأ في الصلاة، أو خارج الصلاة، كل ذلك لا يرفع الصوت فيه إذا كان يتأذى أحد، ويستثنى من ذلك جهر الإمام في الصلوات الجهرية أو بالتكبير في الصلوات كلها حتى يتمكن المصلون من الاقتداء به، ونحو ذلك.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

مناج ربه:
مخاطب إياه في السر.

من فوائد الحديث

  1. إذا كان في رفع الصوت بالقراءة تأذٍ فإنه لا يفعل، وإنما تحصل القراءة ورفع الصوت فيما إذا كان لا يتأذى بجهره أحد، ولا يتأذى برفع الصوت أحد.
  2. عدم الإجهار بالقراءة خارج الصلاة أو داخلها إذا كان في تأذٍ.
  3. أنه لا يجب الاستماع لقراءة القارئ؛ لأنه عليه الصلاة والسلام أقرّ الصحابة على قراءة كل واحد لنفسه، وعدم استماع بعضهم لبعض.
المراجع
  1. سنن أبي داود (2/ 494) (1332). شرح سنن أبي داود للعباد (162/ 18)، شرح أبي داود للعيني (5/238)، شرح سنن ابي داود لابن رسلان (6/515)، ذخيرة العقبى (11/669).