عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه، إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حوسب عذب» قالت عائشة: فقلت أوليس يقول الله تعالى: {فسوف يحاسب حسابا يسيرا} [الانشقاق: 8] قالت: فقال: «إنما ذلك العرض، ولكن: من نوقش الحساب يهلك».
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أي زوجته والأول أفصح، أنها كانت لا تسمع شيئًا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، أي سألت عنه حتى تعرفه، وهذا من حرصها على التعلم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حوسب عذب، وفيه معنيان: إما أنَّ نفس مناقشة الحساب يوم عرض الذنوب والتوقيف على قبيح ما سلف تعذيب وتوبيخ، أو أنه مفضٍ إلى استحقاق العذاب، إذ لا حسنة للعبد يعملها إلا من عند الله وبفضله وإقداره له عليها وهدايته لها، وأن الخالص لوجهه تعالى من الأعمال قليل، قالت عائشة: فقلت أوليس يقول الله تعالى: {فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا} قوله: (يسيرًا) أي سهلًا هيّنًا لا يناقش فيه ولا يعترض بما يشق عليه كما يناقش أصحاب الشمال، ووجه المعارضة بين الحديث والآية أن الحديث عام في تعذيب من حوسب، والآية تدل على عدم تعذيب بعضهم، وهم أصحاب اليمين، قالت عائشة: فقال: إنما ذلك العرض أي: الإبراز والإظهار، ولكن من نوقش الحساب من المناقشة وهي الاستقصاء في الحساب حتى لا يترك منه شيء، يهلك أي: أن التقصير غالب على العباد، فمن استقصي عليه ولم يسامح هلك وأدخل النار، ولكن الله تعالى يعفو ويغفر ما دون الشرك لمن شاء.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

راجعت فيه:
سألت عنه.
إنما ذلك العرض:
الإبراز والإظهار.
نوقش الحساب:
من المناقشة، وهي الاستقصاء في الحساب.

من فوائد الحديث

  1. بيان فضيلة عائشة رضي الله عنها وحرصها على التعلم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتضجر من مراجعتها.
  2. إثبات الحساب والعرض.
  3. إثبات العذاب يوم القيامة.
  4. جواز المناظرة ومقابلة السنة بالكتاب بقصد البحث عن الحق والتعلم مع التأدب في الطرح.
  5. تفاوت الناس في الحساب يوم القيامة.
المراجع
  1. صحيح البخاري (1/ 32) (103)، صحيح مسلم (4/ 2204) (2876)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري (2/ 138).