عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: الدَّجَّالَ وَالدُّخَانَ وَدَابَّةَ الْأَرْضِ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَأَمْرَ الْعَامَّةِ وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ".
[صحيح] - [رواه مسلم]

الشرح

قال النبي صلى الله عليه وسلم: سابقوا بالأعمال الصالحة واغتنموا التمكن منها قبل أن يُحال بينكم وبينها بواحدة من هذه العلامات المذكورة، فيفوت العمل للمانع أو تُعدم منفعته لعدم القبول، وهذه العلامات الستة هي: خروج المسيح الدجال، وخروج الدخان، وظهور دابة الأرض التي تكلم الناس، وطلوع الشمس من مغربها، وطلوعها من علامات الساعة الكبرى التي إذا ظهرت لا ينفع نفسٌ إيمانها لم تكن آمنت من قبل، وأمر العامة أي: قبل أن يتوجه إليكم أمر العامة والرياسة فيشغلكم عن صالح الأعمال، وقيل يعني الاشتغال بهم فيما لا يجب على الإنسان، وخويصة تصغير خاصة، يعني به الموانع التي تخصّه مما يمنعه العملَ، كالمرض والكِبَر والفقر المنسي والغنى المطغي والعيال والأولاد والهموم والأنكاد والفتن والمحن إلى غير ذلك مما لا يتمكن الإنسان مع شيء منه من عمل صالح ولا يَسْلَم له، وهذا المعنى هو الذي فصّله في حديث آخر حيث قال: "اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك" رواه الحاكم 4/ 341.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

بادروا:
سارعوا.
أمر العامة:
قبل انشغالكم بأمر الرياسة، وقيل: أراد الفتنة التي تعم الناّس.
خويصة:
قيل: الموت، وقيل: ما يمنع الإنسان عن العمل من أموره الخاصة.

من فوائد الحديث

  1. الحث على المبادرة بالأعمال الصالحة.
  2. ذكر الموانع التي تشغل العبد من القيام بالأعمال الصالحة.
  3. بيان علامات الساعة التي لا ينفع بعدها العمل والإيمان.
  4. باب التوبة مفتوح لكل تائب، ولا يُردّ إلى أن تطلع الشمس من مغربها.
المراجع
  1. صحيح مسلم (4/ 2267) (2947)، إكمال المعلم (8/505)، الإفصاح عن معاني الصحاح (7/154)، شرح النووي على مسلم (18/87)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (44/ 674).