«خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ»، قَالُوا: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: «لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، أَلَا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ».
[صحيح]
-
[رواه مسلم]
بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن خيرَ حكّام المسلمين من هم أهل صلاح، يحبهم الناس ويدعون لهم، وهم يحبون الناس ويدعون لهم، وشِرار حكام المسلمين من هم أهل فسق، يكرههم الناس ويدعون عليهم، وهم يكرهون الرعية ويدعون عليهم بالسوء، فقال الصحابة رضي الله عنهم: أفلا نفارقهم ونخالفهم، ولا نسمع لهم ولا نطيع: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا، ما داموا محافظين على إقامة الصلاة، وأكّد ذلك بتكراره.
ثم أمر عليه الصلاة والسلام، من ولي عليه حاكم من المسلمين وهو من أهل الفسق، فليكره المعاصي التي يأتون بها فِعلًا أو أمرًا، ولا ينزعنّ يدًا من طاعة، ولا يخرج عليهم؛ بل يجب الصبر عليهم مع مناصحتهم بحسب استطاعته.