«الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا، وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ، وَمَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا».
[صحيح]
-
[متفق عليه]
أخبر عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه أن من زعم أن عندنا -آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم- مكتوبًا نقرؤه إلا القرآن، أو فَهْمًا أعطيه رجل مسلم، أو ما في هذه الورقة المعلقة في وعاء من جلد وَضَع فيه سوطه وسيفه بغمده فقد كذب، فأخرج الصحيفة، وإذا فيها أشياء:
الأول: أعمار زكاة الإبل وخراجها.
الثاني: أحكام الجراحات ومقاديرها وأصنافها.
الثالث: المدينة حَرَم ما بين جبل عير إلى ثور وهي جبال بالمدينة، فمن أحدث فيها شيئًا مخالفًا لما جاء عنه صلى الله عليه وسلم، أو آوى محدثًا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة توبة أو فريضة، ولا فدية أو نافلة.
الرابع: أن أمان وعهد المسلمين للكافر واحد، يسعى بها أدناهم، فإذا أمَّن أحدٌ من المسلمين كافرًا وأعطاه ذمة لم يكن لأحد نقضه، فمن نقض عهدَ مسلم، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة توبة أو فريضة، ولا فدية أو نافلة.
الخامس: من انتسب إلى غير أبيه، أو ادّعى عبدٌ مُعْتَقٌ من الرق لغير مُعْتِقِهِ: فقال له أنت مولاي، فعليه لعنة الله المتتابعة والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة توبة أو فريضة، ولا فدية أو نافلة، وليتبوأ مقعده من النار؛ وذلك لما فيه من كفر النعمة، وتضييع حقوق الإرث والولاء وغير ذلك.