عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَطَبَّبَ، ولا يُعْلَمُ مِنْهُ طِبٌّ، فهو ضامِنٌ»
[حسن] - [رواه أبوداود والنسائي وابن ماجه]

الشرح

من ادَّعى علم الطب، وليس بعالم فيه، ولا يحسنه، فغرَّ النَّاس، وعالجهم، فأتلف بعلاجه نفسًا، فما دونها من الأعضاء، فهو ضامن؛ لأنَّه متعدٍ، حيث غرَّ النَّاس، وأعدَّ نفسه لما لا يعرفه. و لا يعلم خلاف في أنَّ المعالج إذا تعدى، فتلف المريض كان ضامنًا، وكذا المتعاطي علمًا أو عملًا لا يعرفه، فهو متعدٍّ، فإن تولد من فعله التلف ضمن الدية، وسقط عنه القود؛ لأنَّه لم يستبد بذلك دون إذن المريض.

الترجمة: الإنجليزية الفرنسية التركية الأوردية الإندونيسية البوسنية الروسية الصينية الفارسية الهندية الأيغورية
عرض الترجمات

معاني الكلمات

تطَبَّبَ:
ادعى علم الطب، ولم يكن طبيبا؛ بأن لم يكن عنده علم، ولا خبرة.
فهو ضامن:
يتحمل تبعة ومسؤولية ما أتلفه.

من فوائد الحديث

  1. تضمين المتطبب الجاهل.
  2. عمل المتطبب الجاهل محرَّم لأن دعواه الطب دعوى كاذبة، وتغرير بالناس، وعبث بأبدانهم .
  3. ما أخذه المتطبب الجاهل من أجرة: فهي محرَّمة؛ لأنَّها من أكل أموال النَّاس بالباطل، ونتيجة خداع، وثمرة تمويه.
  4. يقاس على ادِّعاء الطب بالجهل كل عمل يدعيه الإنسان، أو صنعة ينسب إليها، وهو لا يحسن ذلك، ثم يفسد على الناس أموالهم.
  5. أعظم من هذا كله ادعاء العلم الشرعي، وتعاطي الفتوى مع الجهل، فإذا كانت الأبدان تضمن مع الجهل، فأولى الإضرار بالدين.
  6. إذا كان الطبيب حاذقًا وفعل المأذون فيه ولم يتعد أو يفرط فلا ضمان عليه؛ وإن حصل زيادة في المرض مثلا، وهذه قاعدة في كل فعل مأذون فيه.
  7. فيه مبدأ العدل، وصيانة أرواح الناس وأبدانهم من عبث العابثين.
  8. الطب مهنة جائزة بل ومهمة، بل عده بعض الفقهاء من فروض الكفايات.
  9. كمال الدين الإسلامي بإباحة الطب، وتشجيع الطبيب الحاذق بأنه لاضمان عليه إذا لم يفرط ولم يتعد.
المراجع
  1. سنن أبي داود، المحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد . الناشر: المكتبة العصرية، صيدا – بيروت.
  2. سنن الترمذي ، تحقيق وتعليق: أحمد محمد شاكر (جـ 1، 2) ومحمد فؤاد عبد الباقي (جـ 3) وإبراهيم عطوة عوض المدرس في الأزهر الشريف (جـ 4، 5) الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر . الطبعة: الثانية، 1395 هـ - 1975 م.
  3. سنن للنسائي، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، الناشر: مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب، الطبعة: الثانية، 1406 – 1986.
  4. فتح ذي الجلال والإكرام شرح بلوغ المرام،محمد بن صالح بن محمد العثيمين، تحقيق: صبحي بن محمد رمضان، وأُم إسراء بنت عرفة، المكتبة الإسلامية، القاهرة،الطبعة الأولى ، 1427هـ.
  5. توضيح الأحكام من بلوغ المرام، عبد الله بن عبد الرحمن البسام، مكتبة الأسدي، مكة، الطبعة الخامسة، 1423.
  6. منحة العلام شرح بلوغ المرام، عبد الله الفوزان، دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى، 1428.
  7. بلوغ المرام من أدلة الأحكام، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق وتخريج وتعليق: سمير بن أمين الزهيري-الناشر: دار الفلق – الرياض-الطبعة: السابعة، 1424 هـ.
  8. سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، تأليف محمد ناصر الدين الألباني، الناشر: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة: الأولى، لمكتبة المعارف.