أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ كَانَتْ تَبْسُطُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِطَعًا، فَيَقِيلُ عِنْدَهَا عَلَى ذَلِكَ النِّطَعِ، قَالَ: فَإِذَا نَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَتْ مِنْ عَرَقِهِ وَشَعَرِهِ، فَجَمَعَتْهُ فِي قَارُورَةٍ، ثُمَّ جَمَعَتْهُ فِي سُكٍّ، قَالَ: فَلَمَّا حَضَرَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الوَفَاةُ، أَوْصَى إِلَيَّ أَنْ يُجْعَلَ فِي حَنُوطِهِ مِنْ ذَلِكَ السُّكِّ، قَالَ: فَجُعِلَ فِي حَنُوطِهِ.
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

أخبر أنس أن أم سليم رضي الله عنها كانت تفرش للنبي صلى الله عليه وسلم بساطًا من جلد، فيستريح عندها في ذلك البساط، قال أنس: فإذا نام النبي صلى الله عليه وسلم أخذت أم سليم من عَرَقِه وما تناثر من شعره، فجمعَتْه في قارورة من زجاج، ثم تضعه مع الطيب، وإنما أخذت أم سليم شعره وعرقه وجعلته مع السك؛ لئلا يذهب إذا كان العرق وحده، فلما حضرت الوفاة أنس بن مالك، وصى أن يجعل في الطيب الذي يوضع للميت في كفنه من ذلك الطيب الذي فيه من عرقه وشعره عليه الصلاة والسلام تبركًا به، فوُضع له في كفنه كما وصى.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

تبسط:
تفرش.
نطعًا:
بساط من الجلد.
يقيل:
يستريح عندها في وسط النهار وإن لم ينم.
سك:
طيب معروف يضاف إلى غيره من الطيب ويُستعمل.
حنوطه:
الطيب الذي يوضع على الميت بعد غسله.

من فوائد الحديث

  1. جواز التبرك بشعر وعرق النبي صلى الله عليه وسلم.
  2. هذا الجواز خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، بإطباق الصحابة على ترك التبرك من غيره، كما قال الشاطبي، وهذا إجماع.
  3. جواز القيلولة للاستراحة من الرئيس والعالم عند معارفه، وأن ذلك مما يثبت المودة ويؤكد المحبة.
المراجع
  1. صحيح البخاري (8/ 63) (6281)، صحيح مسلم (4/ 1816) (2332)، النهاية في غريب الحديث والأثر (782) (437)، الاعتصام للشاطبي (1/ 484)، فتح الباري لابن حجر (11/ 72)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (9/ 163)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري (22/ 264).