عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا؟ قَالَ: «إِنِّي لاَ أَقُولُ إِلاَّ حَقًّا».
[حسن] - [رواه الترمذي]

الشرح

قال الصحابة رضي الله عنهم: يا رسول الله إنك تمازحنا، وأرادوا الاستعلام بذلك عن حكم المزاح، وهل يليق بمثله عليه الصلاة والسلام؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لا أقول إلا صدقًا، فالمنهي عنه في المزاح الكذب، وكذلك ما فيه أذية مسلم، فقد ورد النهي عنه، كذلك ما فيه تعلق بالدين، فلا يجوز المزاح به، وكذلك ما فيه إفراط و مداومة؛ لما فيه من الشغل عن ذكر الله والتفكر في مهمات الدين، ولأنه يُوصل كثيرًا إلى قسوة القلب والإيذاء والحقد وسقوط المهابة والوقار، وما سلم من ذلك فهو مباح، فإن صادف مصلحة مثل تطييب نفس المخاطب ومؤانسته فهو مستحب.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

تداعبنا:
تمازحنا.

من فوائد الحديث

  1. كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازح الصحابة ولا يقول إلا حقًا وصدقًا، وهذا دليل الاعتدال في شخصية القائد.
  2. إباحة المزاح والدعابة إذا لم يكن فيها كذب أو باطل، بدلالة هذا الحديث، وبدون إفراط أو أذية، بدلالة أحاديث الباب الأخرى، مع اجتناب السخرية في أي أمر شرعي، كالملائكة والجنة والنار والقرآن والعبادات، وأهل العلم أو العبادة أو الخطباء والأئمة ونحو ذلك.
المراجع
  1. سنن الترمذي (3/ 425) (1990)، تحفة الأحوذي (6/ 108)، فتح الباري لابن حجر (10/ 526)، عون المعبود وحاشية ابن القيم (13/ 234)، النهاية في غريب الحديث و الأثر (305).