عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا اسْتُخْلِفَ كَتَبَ لَهُ، وَكَانَ نَقْشُ الخَاتَمِ ثَلاَثَةَ أَسْطُرٍ: مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولُ سَطْرٌ، وَاللَّهِ سَطْرٌ.
وَفِي رِوَايَةٍ قال أَنَسٍ: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدِهِ، وَفِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَهُ، وَفِي يَدِ عُمَرَ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ جَلَسَ عَلَى بِئْرِ أَرِيسَ، قَالَ: فَأَخْرَجَ الخَاتَمَ فَجَعَلَ يَعْبَثُ بِهِ فَسَقَطَ، قَالَ: فَاخْتَلَفْنَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مَعَ عُثْمَانَ، فَنَزَحَ البِئْرَ فَلَمْ يَجِدْهُ.
[صحيح]
-
[متفق عليه]
قال أنس: لما تولى أبو بكر رضي الله عنه الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم كتب لي كتاب فريضة الصدقة، وختم أبو بكر هذا الكتاب بخاتم النبي عليه الصلاة والسلام، الذي كان يختم به؛ ليُعلم أنه كتاب خليفته، وكان الرسم الذي على الخاتم ثلاثة سطور: محمد في سطر مستقل، وفوقه: رسول في سطر، ولفظ الجلالة الله في سطر ثالث من فوق. وقال أنس: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم في يده، يلبسه في حياته، ولبسه أبو بكر في يده من بعده، ولبسه عمر في يده من بعد أبي بكر، فلما لبسه عثمان في خلافته بقي الخاتم في يده ست سنين، وفي السنة السابعة من خلافته جلس يومًا على بئر اسمه بئر أريس قُرب قباء، فأمسك الخاتم، وأصبح يحركه ويدخله ويخرجه، فسقط من يده في البئر خطأً، قال أنس: فأصبحنا نذهب ونعود وننزل ونخرج من البئر لمدة ثلاثة أيام مع عثمان، نبحث في كل البئر فلم نجد الخاتم.