عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفًا يوم أُحُدٍ فقال: «من يأخذ مني هذا؟» فبسطوا أيديهم، كلُّ إنسانٍ منهم يقول: أنا، أنا، قال: «فمن يأخذه بحقه؟» قال فأَحْجَمَ القومُ. فقال سِماكُ بن خَرَشة أبو دُجَانةَ: أنا آخذه بحقه. قال: فأخذه فَفَلَقَ به هَامَ المشركين.
[صحيح] - [رواه مسلم]

الشرح

أخذ النبي صلى الله عليه وسلم سيفًا يوم أحد، فقال: من يأخذ مني هذا السيف؟ فبسط الصحابة أيديهم كل واحد منهم يقول: أنا آخذه، أنا آخذه، فقال صلى الله عليه وسلم: من يأخذه بحقه؟ أي أنه يقاتل بذلك السيف إلى أن يفتح الله تعالى على المسلمين أو يموت، فلا يفر به من كافر، ولا يقتل به مسلمًا، فكف الصحابة وتأخروا وتهيبوا أخذه، وإنما تأخر الصحابة بعدما كثر اشتياقهم إلى هذا السيف؛ لأنهم عرفوا أن الوفاء بحق سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر خطير، وخافوا أن يلحقهم العجز في ذلك، فقال سماك بن خرشة أبو دجانة رضي الله عنه: أنا آخذ السيف بحقه، فأخذه أبو دجانة فشَقَّ بذلك السيف رؤوس المشركين، فوفى بحقه، واستشهد بعد ذلك في اليمامة.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

فبسطوا:
مدوا أيديهم لأخذه.
بحقه:
بشرطه.
أحجم القوم:
نكصوا وتأخروا وتهيبوا أخذه.
ففلق به:
فشقّ به.
هام المشركين:
رؤوسهم.

من فوائد الحديث

  1. فضل أبي دُجانةَ سِمَاك بن خَرَشة رضي الله عنه.
  2. خوف الصحابة رضوان الله عليهم من التقصير في حق سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  3. تشجيع النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة بأن يقاتلوا.
المراجع
  1. صحيح مسلم (4/ 1917) (2470)، النهاية في غريب الحديث والأثر (190)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (39/ 347)، المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (6/ 385)، الإصابة في تمييز الصحابة (7/ 100).