عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء، فوضعتُ له وضوءًا قال: «مَن وضع هذا؟» فأُخبِرَ، فقال: «اللهم فقِّهْهُ في الدِّين»، رواه البخاري، وزاد أحمد: «وعلمه التأويل».
[صحيح] - [رواه البخاري وأحمد]

الشرح

دخل النبي صلى الله عليه وسلم يومًا الخلاء، وهو المكان الذي تُقضى فيه الحاجة، فوضع عبد الله بن عباس ماءً ليتوضأ به النبي، فسأل عليه الصلاة والسلام عن الذي وضع الماء، من هو؟ فأخبرته أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث وهي خالة ابن عباس بذلك؛ لأنه كان في بيتها، فدعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يُفقِّهْهُ ويُفهمه الله في الدين، ومناسبة الدعاء له بالفقه في الدين حسن تصرفه الذي يدل على ذكائه، فناسب أن يدعي له بالتفقه في الدين ليحصل به النفع وكذا كان. وفي رواية أن النبي دعا له أيضًا بأن يُعلمه الله التأويل، وهو التفسير؛ لذا كان ترجمان القرآن رضي الله عنه.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

الخلاء:
الموضع الذي تُقضى فيه الحاجة.
التأويل:
تفسير القرآن الكريم.

من فوائد الحديث

  1. بيان فضل الصحابي الجليل حبر الأمة وبحرها: عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
  2. هذه الدعوة مما تحقق إجابة النبي صلى الله عليه وسلم فيها؛ لما عُلم من حال ابن عباس في معرفة التفسير، والفقه في الدين رضي الله عنه، فقد كان ابن عباس رضي الله عنهما من أعلم الصحابة رضي الله عنهم بتفسير القرآن، ومن المكثرين من رواية الحديث، ومن المكثرين في الفتيا، من الصحابة رضي الله عنهم، وقد ظهرت عليه بركات هذه الدعوات، فاشتهرت علومه، وفضائله، وعمت خيراته، وفواضله، فارتحل طلاب العلم إليه، وازدحموا عليه، ورجعوا عند اختلافهم لقوله، وعولوا على نظره، ورأيه.
  3. بيان فضل العلم، والحض على تعلمه، وعلى حفظ القرآن والدعاء بذلك.
  4. استحباب خدمة الأكابر، والتعرض لنيل دعواتهم؛ لأن ابن عباس رضي الله عنهما حصل له ذلك الفضل بسبب خدمة النبي صلى الله عليه وسلم.
  5. استحباب الدعاء لمن عمل لك خيرًا، ولو يسيرًا.
  6. استحباب الدعاء لمن نبغ من طلاب العلم؛ حضًّا له وترغيبًا لغيره، كي يقتدوا به في النبوغ والفطنة.
المراجع
  1. صحيح البخاري (1/ 41) (143)، (53)، فتح الباري لابن حجر (1/ 244)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (39/ 436).