عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على جبل حِرَاءَ فتحرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اسكن حراء فما عليك إلا نبيٌّ أو صدِّيقٌ أو شهيدٌ» وعليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص، رضي الله عنهم.
[صحيح] - [رواه مسلم]

الشرح

كان النبي صلى الله عليه وسلم فوق جبل حراء، وكان معه أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم، فتحرك جبل حراء، فكلمه رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقال له: اهدأ، فما عليك إلا نبي، وهو النبي صلى الله عليه وسلم، أو صِدِّيق، وهو أبو بكر رضي الله عنه، أو شهيد، وهم بقية الصحابة الذين معه، وهذا من دلائل صحة نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن هؤلاء كلهم قتلوا شهداء، فقتل الثلاثة مشهور، وقتل الزبير بوادي السباع، بقرب البصرة منصرفًا تاركًا للقتال، وكذلك طلحة اعتزل الناس تاركًا للقتال، فأصابه سهم فقتله، وقد ثبت أن مَن قُتِل ظلمًا فهو شهيد، وفيه أن سعد بن أبي وقاص نال الشهادة، وإلم يظهر لنا نوع الشهادة التي حصلت له، والمراد الشهادة في أحكام الآخرة، وعظيم ثواب الشهداء، والله تعالى أعلم.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

حراء:
جبل معروف بمكة.
اسكن:
اهدأ واثبت.

من فوائد الحديث

  1. بيان فضائل هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم.
  2. إثبات التمييز في الصخرة، حيث تحركت، وسكنها النبي صلى الله عليه وسلم، وخاطبها بما يخاطب به العقلاء، ففهمت ذلك، وسكنت.
  3. جواز التزكية والثناء على الإنسان في وجهه، إذا لم يخف عليه فتنة بإعجاب ونحوه.
  4. بيان معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أخبر أن هؤلاء شهداء، وماتوا كلهم غير النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر شهداء، فإن عمر وعثمان وعليًّا وطلحة والزبير رضي الله عنهم قتلوا ظلمًا شهداء، واعتبر يعض العلماء وفاة النبي صلى الله عليه وسلم شهادةً؛ لوفاته بأثر الشاة المسمومة.
  5. أن سعدًا رضي الله عنه بلغ منازل الشهداء بدلالة هذا الحديث.
المراجع
  1. صحيح مسلم (4/ 1880) (50)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (38/ 660) (38/ 657).