عن ابن عباس أن ذؤيبًا أبا قبيصة حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعث معه بالبدن ثم يقول: «إن عَطِبَ منها شيء فخشيت عليه موتًا فانحرها، ثم اغمس نعلها في دمها، ثم اضرب به صفحتها، ولا تطعمها أنت ولا أحد من أهل رفقتك».
[صحيح] - [رواه مسلم]

الشرح

كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل البدن من الهدي إلى مكة مع أبي قَبيصة ذؤيب الخزاعي، ويقول له: إذا تعِب البعير أو قرب هلاكه، فخفت عليها أن تموت، فانحرها ثم اغمس النعل التي قلدتها في عنقها في دم البدن التي نحرتها، ثم اضرب بالنعل جنب البدن، ويُفعل هذا ليعلم أنه هدي عطب، فينبغي أن يأكله من يجوز له أكله، ونهاه عليه الصلاة والسلام أن يطعم منها هو أو رفقته الذين معه في الركب، وإنما منعوا ذلك قطعًا لأطماعهم؛ لئلا يتساهلوا في رعايتها فينحروها، بحجة العطب. فتبيّن أنه إذا عطب الهدي وجب ذبحه، وتخليته للمساكين، ويحرم الأكل منها على وكيل المهدي، وعلى رفقته الذين معه في الركب.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

البدن:
جمع بدنة، وتُطلق على الجمل والناقة والبقرة، وهي بالإبل أشبه، وسميت بدنة؛ لعظمها وسمنتها.
عَطِبَ:
هلك، والمراد هنا أصابته آفة تعتريه وتمنعه عن السير.
خشيت:
خفت.
فانحرها:
فاذبحها.
اغمس:
أدخِل.
صفحتها:
جانبها.

من فوائد الحديث

  1. استحباب بعث الهدايا إلى مكة، وإلم يذهب بنفسه.
  2. جواز توكيل من يقوم ببدنه.
  3. بيان أن من بعث معه هدي إلى الحرم، فعطب في الطريق قبل بلوغ محله، أنه ينحره ثم يصبغ نعله في دمه، ويضرب بالنعل المصبوغ بالدم صفحة سنامها؛ ليعلم من مر بها أنها هدي، فينتفع بها.
  4. عدم جواز أكلها للوكيل ولا أحد من أهل رفقته.
  5. بيان جواز أكله لسائر الناس إذا كانوا بصفة الاستحقاق.
المراجع
  1. صحيح مسلم (2/ 963) (1326)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (24/ 123) (24/ 111)، النهاية في غريب الحديث والأثر (68)(623).