عن علي قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: إن عمك الشيخ الضال قد مات، قال: "اذهب فَوَارِ أباك، ثم لا تُحدِثَنَّ شيئًا حتى تأتيني"، فذهبت فواريته وجئته، فأمرني فاغتسلت، ودعا لي.
[حسن]
-
[رواه أبو داود والنسائي]
لما مات والد علي بن أبي طالب وكان قد مات على الشرك والكفر ذهب إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال له: إن عمك الشيخ الضال قد مات، ووصفه بذلك لأنه لم يسلم، فأمره عليه الصلاة والسلام أن يدفنه ويواريه في التراب، وألا يفعل شيئا بعد دفنه حتى يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، ففعل علي ما أُمِرَ به، فدفنه وجاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام، فأمره أن يغتسل ودعا له، فمن مات على الشرك لا مانع من دفنه إذا لم يوجد من يقوم بذلك، ولا يجوز أن يُستغفر له؛ لقوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة: 113]، ولا الصلاة عليه أو القيام على قبره؛ لقوله تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة: 84]، وإنما يذهب به من يحتاج إليه في مواراته ودفنه، وهذا الحديث يدل على أن أبا طالب مات كافرًا، وقد جاءت عدة أحاديث تبيِّن أنه قد مات كافراً، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عليًّا بالاغتسال بعد دفنه، ودعا له.