عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وهو صائم، وكان أملككم لإِرْبِه.
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

أخبرت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُقبل بعض أزواجه، ويباشر وهو صائم، والمباشرة أعم من التقبيل والمراد الاستمتاع بالزوجة بغير الجماع، وكان عليه الصلاة والسلام أكثر من يملك نفسه منكم، وذلك أن الزوجة قد لا تكون صائمة، فذكرت أنواع الشهوة مترقية من الأدنى إلى الأعلى، فبدأت بمقدمتها التي هي القبلة ثم ثنت بالمباشرة من نحو المداعبة والمعانقة، ونفت الجماع والإنزال بالكناية، فكنت عن العضو بالإرب، وأي عبارة أحسن منها، ومن جهة أخرى فالناس يختلفون، فالذي لا يملك نفسه، ويحتمل أن يُنزل بالتقبيل والمباشرة فهذا لا يفعل ذلك، لأن الوسائل لها أحكام المقاصد.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

يباشر:
المباشرة: الملامسة، وأصله من لمسِ بشرةِ الرجلُ بشرةَ المرأة، وقد ترد بمعنى الوطء في الفرج وخارجًا منه.
لإربه:
لحاجته، تعني أنه كان غالبًا لهواه، وأكثر المحدثين يروونه بفتح الهمزة والراء يعنون الحاجة، وبعضهم يرويه بكسر الهمزة وسكون الراء، وله تأويلان: أحدهما أنه الحاجة، كاللفظ السابق، والثاني: أرادت به العضو، وعنت به من الأعضاء الذكر خاصة.

من فوائد الحديث

  1. تباح القبلة والمباشرة بغير الجماع لمن يكون مالكًا لإربه دون من لا يأمن من الإنزال أو الجماع، لأنه ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (يحل له كل شيء إلا الجماع)، ويحمل النهي عنه على كراهة التنزيه لأنها لا تنافي الإباحة.
  2. فضل وفقه عائشة رضي الله عنها وحسن تعبيرها.
المراجع
  1. صحيح البخاري (3/ 30) (1927)، صحيح مسلم (2/ 777) (1106)، النهاية في غريب الحديث والأثر (78) (32)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (3/ 368).