عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نُسلِّم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرُدُّ علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا، وقال: «إن في الصلاة شغلًا».
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: كنا نُسلِّم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرُدُّ علينا،في أول الإسلام، فلما رجعنا من عند النجاشي أي من الحبشة إلى المدينة، سلمنا عليه فلم يرد علينا السلام، وقال: إن في الصلاة شغلًا، أي اشتغالا بما هو أعظم من غيره؛ لأنها مناجاة مع الله، فلا يصلح فيها الاشتغال بغيره، ويعني أن شغل الصلاة قراءة القرآن والذكر والدعاء لا الكلام، ففيه تحريم الكلام في الصلاة وإن كان مباحًا قبل ذلك، ويستفاد منه التفرغ للصلاة من جميع الأشغال ومن جميع المشوشات والإقبال على الصلاة بظاهره وباطنه.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

فيرد علينا:
يرد السلام.
شغلا:
اشتغالا بما هو أهم وأعظم.

من فوائد الحديث

  1. بيان تحريم الكلام في الصلاة.
  2. أن فيه دلالة على أن الكلام كان مباحا في الصلاة ثم حرم.
  3. جواز السلام على من يصلي؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم ينكر على من سلم عليه وهو في الصلاة وإنما ترك الرد عليه بالكلام.
  4. استحباب رد السلام باللفظ بعد الصلاة وإن رد فيها بالإشارة.
  5. مشروعية رد السلام في الصلاة بالإشارة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم رد بها.
  6. أن الإشارة بالسلام لا تبطل الصلاة.
  7. بيان أن الواجب في الصلاة اشتغال المصلي بقراءة القرآن والذكر والدعاء ولا يشتغل بما ينافيها من السلام على الناس ورد سلامهم وتشميت العاطس ونحو ذلك.
المراجع
  1. صحيح البخاري (2/ 62) (1199)، صحيح مسلم (1/ 382) (538)، فتح الباري لابن حجر (3/ 73)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (12/ 258)، المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (2/ 147).