عن أنس بن مالك قال: أقيمت الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم يناجي رجلًا في جانب المسجد، فما قام إلى الصلاة حتى نام القوم.
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

روى أنس أن صلاة العشاء أقيمت في ليلةٍ من الليالي والنبي صلى الله عليه وسلم يتحدث سرًّا إلى رجلٍ في جانب المسجد، فما قام عليه الصلاة والسلام إلى الصلاة حتى نام القوم أي نعسوا أو غلبهم نوم خفيف، وهذا ظاهر في كونه صلى الله عليه وسلم أطال مع الرجل للمناجاة، ولكن النوم المذكور لم يكن مستغرقًا، وهو دليل على أن النوم غير المستغرق لا ينقض الوضوء.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

يناجي:
يتحدث سرًّا.
نام القوم:
نعسوا.

من فوائد الحديث

  1. بيان كريم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه، حيث كان يستجيب لكل من طلب حاجة، فقد جاءه الرجل بعد أن أقيمت الصلاة فقام له وناجاه طويلًا، فما أعظم خلقه العظيم، قال تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم).
  2. بيان جواز مناجاة الرجل بحضرة الجماعة، وإنما نهي عن ذلك بحضرة الواحد.
  3. جواز تشاغل الإمام إذا عرضت له حاجة بعدما تقام الصلاة، ومثله غيره؛ إذ لا فرق في ذلك.
  4. جواز الكلام بعد إقامة الصلاة لا سيما في الأمور المهمة، ولكنه مكروه في غير المهم.
  5. فيه تقديم الأهم فالأهم من الأمور عند ازدحامها، فإنه صلى الله عليه وسلم إنما ناجاه الرجل بعد الإقامة في أمر مصلحته قد تفوت، وقد يشتغل بال الرجل بها عن الصلاة.
  6. الدلالة على عدم مشروعية إعادة الإقامة إذا فصل بينها وبين الصلاة فاصل.
  7. جواز تأخير الصلاة عن أول وقتها للحاجة.
  8. بيان أن نوم لا استغراق لا ينقض الوضوء.
المراجع
  1. صحيح البخاري (1/ 130) (642)، صحيح مسلم (1/ 284) (376)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (8/ 532).