عن أبي هريرة قال: كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلت عليه سورة الجمعة، فلما قرأ: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} [الجمعة: 3] قال رجل: من هؤلاء يا رسول الله؟ فلم يراجعه النبي صلى الله عليه وسلم حتى سأله مرةً أو مرتين أو ثلاثًا، قال: وفينا سلمان الفارسي قال: فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على سلمان، ثم قال: «لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء».
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

بينما الصحابة جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نزلت عليه سورة الجمعة وفيها هذه الآية، فلما قرأ: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} [الجمعة: 3] أي لم يلحقوا بهم في الفضل، قال رجل: من هؤلاء يا رسول الله؟ فلم يجبه النبي صلى الله عليه وسلم على سؤاله حتى سأله مرةً أو مرتين أو ثلاثًا، قال: وفينا سلمان الفارسي، قال: فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على سلمان، ثم قال: لو كان الإيمان عند الثريا، وهي مجموعة من النجوم مشهورة، لسعى إليه وحصله رجال من هؤلاء، أي الفُرْس بدلالة وضع يده على سلمان رضي الله عنه. وقد ظهر ذلك للعيان عبر التاريخ، فإنهم ظهر فيهم الدين وكثر فيهم العلماء، فكان وجودهم كذلك دليلًا من أدلة صدق النبي صلى الله عليه وسلم.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

لما يلحقوا بهم:
لم يلحقوا بهم في الفضل.
لم يراجعه:
لم يُجبه.
الثريا:
مجموعة النجوم المعروفة.
لناله:
حازه وحصل عليه.

من فوائد الحديث

  1. بيان فضل فارس، وأن لهم اليد الطولى في نشر الدين والعلم، وذلك في زمن الصحابة، ومن تبعهم بإحسان ولا عبرة بما حصل في الأزمان المتأخرة من انحرافهم وتشيعهم.
  2. بيان معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث أخبر بما سيقع، فوقع طبق ما
  3. أخبر به صلى الله عليه وسلم.
  4. بيان قوة هذا الدين، وأنه مستغن عن العرب، فإن الله سبحانه وتعالى لما ضعف قيامهم به قيض له العجم، فقاموا به حق القيام.
المراجع
  1. صحيح البخاري (6/ 151) (4897)، صحيح مسلم (4/ 1972) (2546)، فتح الباري لابن حجر (8/ 642)، المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (6/ 506)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (40/ 203).