عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقول أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله تعالى: (ترجئ من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك) قلت: ما أَرى ربك إلا يُسارِع في هواك.
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

أخبرت عائشة رضي الله عنها أنها كانت تغار على النساء اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليتزوجهن، وكانت تتعجب من أن تهب المرأة نفسها، وهذا من خصائص النبي عليه الصلاة والسلام، فلما أنزل الله تعالى: (ترجئ من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك) هكذا الحديث، وفي قراءة (ترجي) بلا همز، قالت: ما أَرى ربك إلا يُسارِع في هواك، وفي الذي تحبه، يعني ما أرى إلا أن الله تعالى موجد لمرادك ومحبوبك بلا تأخير، فالهَوى يستعمل في المحبوب بإطلاق كما هنا، ويستعمل في المحبوب الذي يضر صاحبه، وذُكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل بواحدة ممن وهبن أنفسهن له وإن كان مباحًا له؛ لأن الله قد أحله له وهو راجع إلى إرادته.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

وهبن أنفسهن:
عرضن أنفسهن للزواج من النبي صلى الله عليه وسلم.
ترجي:
ترد.
تؤوي:
تقبل.
ابتغيت:
طلبت.
عزلت:
من طلبت ممن أخرت قسمها.
فلا جناح:
فلا إثم عليك.
هواك:
فيما تُحبه و تريده.

من فوائد الحديث

  1. أحل الله للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة أن تهب النساء أنفسهن له.
  2. لم يدخل النبي صلى الله عليه وسلم بواحدة ممن وهبن أنفسهن له، وإن كان مباحًا له؛ لأن الله قد أحل له ذلك وهو راجع إلى إرادته.
  3. بيان غيرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على النبي صلى الله عليه وسلم.
المراجع
  1. صحيح البخاري (6/ 117) (4788)، صحيح مسلم (2/ 1085) (1464)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري (20/ 109).