عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ".
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاث خصال من وجدها في نفسه فقد وجد حلاوة الإيمان، ومعنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات وتحمل المشاق في الدين وإيثار ذلك على أعراض الدنيا؛ رغبةً في نعيم الآخرة الذي لا يبيد ولا يفنى، إذ هي شيء يجده المؤمن في قلبه، ويُحسّ به، كما يُحسّ بحلاوة الطعام والشراب، فالأُولى: أن يكون الله ورسوله أحب شيءٍ للعبد، فلا يقدم محبة أي شيء سواهما، كما قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يحببكم الله} [آل عمران: 31]، والثانية: أن يحب أخاه المؤمن لا يحبه إلا خالصًا لوجه الله تعالى، فتكون العلاقة به غير مشوبة بالأغراض الدنيويّة، ولا الحظوظ البشريّة، فإن من أحبّه لذلك انقطعت محبّته إن حصل له ذلك الغرض، أو يئس من حصوله، ومحبة المؤمن وظيفة متعيّنة على الدوام، وُجدت الأغراض، أو عُدمت؛ لأنه أحبه بسبب إيمانه لله تعالى، ومحبّة المؤمنين من العبادات التي لا بدّ فيها من الإخلاص في حسن النيّات، والثالثة: أن يكره أن يرجع إلى الكفر ويصير إليه كما يكره أن يُلقى في النار، هذه الكراهية سببها ما انكشف للمؤمن من حسن الإسلام وما انجلى له، ومن رذائل الجهالات، وقُبْح الكفران، ومَا دخل قلبه من نور الإيمان .

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

ثلاث:
خصال.
كن فيه:
وجدها في نفسه.
وجد:
ذاق.
حلاوة الإيمان:
طعمه.
مما سواهما:
من أي شيء غيره الله ورسوله.
لا يحبه إلا لله:
تكون محبته للمرء خالصة لله.
يعود في الكفر:
يرجع إليه.
يُقذف:
يُلقى ويُرمى.

من فوائد الحديث

  1. بيان حلاوة الإيمان، وهي من الأمور المحسوسة التي يجدها العبد المؤمن في باطنه.
  2. لهذه الحلاوة علامة تتحقّق بها، وتحصل عندها، وهي الأمور المذكورة في هذا الحديث.
  3. الحديث حديثٌ عظيم، وأصل من أصول الدين، وفيه محبّة الله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم التي هي أصل الإيمان، بل عينه.
  4. إنما قال عليه السلام: "مما سواهما"، ولم يقل: "ممن"؛ ليعم من يعقل، كالسحرة، ومن لا يعقل، كالأصنام.
  5. محبة المؤمنين من العبادات، ولكن لا بد فيها من الإخلاص لله عز وجل.
المراجع
  1. صحيح البخاري (1/ 12) (16)، صحيح مسلم (1/ 66) (43)، فتح الباري لابن حجر (1/ 61)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (2/ 120).