عَن أَبي الْعَلَاءِ بْنُ الشِّخِّيرِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحَدُ بَنِي سُلَيْمٍ، وَلَا أَحْسَبُهُ إِلَّا قَدْ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّ اللهَ يَبْتَلِي عَبْدَهُ بِمَا أَعْطَاهُ، فَمَنْ رَضِيَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَهُ، بَارَكَ اللهُ لَهُ فِيهِ، وَوَسَّعَهُ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ لَمْ يُبَارِكْ لَهُ".
[صحيح] - [رواه أحمد]

الشرح

ذكر أبو العلاء بن الشِّخِّير أنّ أحد بني سليم - ولا يحسَبه إلّا قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم؛ تنبيهًا على كونه أحد الصَّحابة - قال له: إنّ اللهَ تعالى يبتلي عبدَه بما أعطاه، أي: يبتَليه ويمتحِنه بما قسَمَه له وأعطاه مِن الأرزاق والنِّعم، ذلك أنّ الابتلاء ليس في التَّضييق والفقر فقط؛ بل حتَّى في سعة الرزق، كما قال تعالى: {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن} والابتلاء هنا يكون باختِباره، هل يشكر ربَّه على هذه النِّعمة ويستعملها في ما يرضى الله تعالى أم لا، فمَن رضِي بما قسَم الله له، أي: لم يسخَط ولم يعترض على قسمة الله له، بارك الله له فيه، ووسَّعه له، ومَن لم يرض بقسمة الله له وعطائه فإنّ الله تعالى ينزع البركة منه.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

يبتلي عبده بما أعطاه:
يختبره بما قسمه له وأعطاه من الأرزاق.
فمن رضي بما قسم الله له:
قبل وسلَّم ولم يسخط ولم يعترض على قسمة الله له.

من فوائد الحديث

  1. دقة السلف في التأكد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله.
  2. أنّ الابتلاء كما يكون في الشَّر يكون في الخير وسعة الرزق.
  3. الرضا بما قسم الله سبب في البركة والسَّعة في الرّزق.
  4. السخط وعدم الرضا بما كتب الله للعبد وأعطاه سبب لعدم البركة.
  5. كل عطاء للإنسان هو ابتلاء له.
المراجع
  1. مسند أحمد