عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«الْعِزُّ إِزَارُهُ، وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُهُ، فَمَنْ يُنَازِعُنِي عَذَّبْتُهُ».
[صحيح] - [رواه مسلم]

الشرح

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال: العز والعظمة إزاره سبحانه، والكبرياء رداؤه؛ فالكبرياء فوق العظمة، كما جعل ذلك رداء وهذا إزارًا، ومن يتخلق بأحدهما من الناس فيصير في معنى المشارك لله قذفه في النار وعذبه، وذلك لأن العز والكبرياء صفتان لله سبحانه واختص بهما لا يشركه أحد فيهما، ولا ينبغي لمخلوق أن يتعاطاهما، لأن صفة المخلوق التواضع والخضوع.

الترجمة: الإنجليزية الفرنسية الإسبانية التركية الأوردية الإندونيسية البوسنية الروسية البنغالية الصينية الفارسية تجالوج الهندية الفيتنامية السنهالية الكردية البرتغالية
عرض الترجمات

معاني الكلمات

من فوائد الحديث

  1. هذا الحديث مما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه، ويسمى بالحديث القدسي أو الإلهي، وهو الذي لفظه ومعناه من الله، غير أنه ليست فيه خصائص القرآن التي امتاز بها عما سواه، من التعبد بتلاوته والطهارة له والتحدي والإعجاز وغير ذلك.
  2. قال تقي الدين: الذي اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل، فإنه قد عُلم بالشرع مع العقل أن الله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله. انتهى. فنثبت ما أثبته الله لنفسه ورسوله؛ من غير تمثيل ولا تكييف، وننفي تنزيها ما نفاه الله عن نفسه ورسوله من غير تعطيل أو تأويل.
  3. قال النووي: (العز إزاره والكبرياء رداؤه فمن ‌ينازعني ‌عذبته) هكذا هو في جميع النسخ فالضمير في إزاره ورداؤه يعود إلى الله تعالى للعلم به، وفيه محذوف تقديره: قال الله تعالى.
  4. من عرف عظمة الله -تعالى- استأصل الكبر من نفسه.
  5. من نازع الله في صفة من صفاته ألقاه في النار.
المراجع
  1. صحيح مسلم (4/ 2023) (2620)،
  2. شرح النووي على مسلم (16/ 173)،
  3. شرح سنن أبي داود للعباد (84/ 23، بترقيم الشاملة آليا).
  4. بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، لسليم الهلالي (1/ 668)،
  5. تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبدالغني المقدسي، لعبدالرزاق بن عبد المحسن البدر (ص103)،
  6. تطريز رياض الصالحين، لفيصل آل مبارك (ص407)،
  7. شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة، لسعيد القحطاني (ص83)،
  8. شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين (3/ 549)،
  9. نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، لمجموعة من الباحثين (1/ 523).
المزيد