عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة ففُتح عليه، وما يسرني -أو قال: ما يسرهم- أنهم عندنا»، وقال: وإن عينيه لتَذْرِفان. وفي رواية: «حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم».
[صحيح] - [رواه البخاري]

الشرح

خطب النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أرسل سرية إلى مؤتة في جمادي الأولى سنة ثمان واستعمل عليهم زيدًا، فقال في خطبته: أخذ الراية زيد بن حارثة وهو أمير الجيش، فقُتل، ثم أخذها جعفر بن أبي طالب فقُتل، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقُتل، وهؤلاء الثلاثة أمَّرهم النبي صلى الله عليه وسلم على الترتيب: زيد فإن أصيب فجعفر فإن أصيب فعبد الله، ثم أخذها خالد بن الوليد، بدون أمرٍ من النبي صلى الله عليه وسلم، ففتح الله على يديه، وقال عليه الصلاة والسلام: ما يَسرُّني أو ما يسر هؤلاء الذين قُتلوا لو أنهم رجعوا لنا، لما رأوا من فضل الشهادة، قال ذلك وعيناه تسيلان دمعًا على فراقهم ورحمةً لما خلفوه من عيال وأطفال يحزنون لفراقهم، ولا يعرفون مقدار عاقبتهم وما لهم عند الله تعالى.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

فأصيب:
قتل.
عن غير إمرة:
من غير أن يعهد إليه النبي صلى الله عليه وسلم بالإمارة.
ما يسرهم أنهم عندنا:
لا يفرحهم بقاؤهم لو بقوا، مما لقوا من الكرامة بالشهادة.
تذرفان:
جرى دمعهما.

من فوائد الحديث

  1. جواز الإعلام بموت الميت، ولا يكون ذلك من النعي المنهي عنه.
  2. جواز تعليق الإمارة بشرط.
  3. وجواز تولية عدة أمراء بالترتيب.
  4. جواز التأمير بغير مؤمر، وهذا أصل يؤخذ منه أن على المسلمين أن يقدموا رجلًا إذا غاب الإمام يقوم مقامه إلى أن يحضر.
  5. جواز الاجتهاد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
  6. فيه علم ظاهر من أعلام النبوة، إذ أخبر عن شيءٍ غائبٍ عنهم وقت حدوثه.
  7. فضيلة تامة لخالد بن الوليد، رضي الله تعالى عنه.
المراجع
  1. صحيح البخاري (4/ 72) (3063)، (5/ 143) (4262)، النهاية في غريب الحديث والأثر (326)، فتح الباري لابن حجر (7/ 513)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (5/ 41)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري (17/ 269).