عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معتمرًا فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فنحر هديه، وحلق رأسه بالحديبية، وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل، ولا يحمل سلاحًا عليهم إلا سيوفًا، ولا يقيم بها إلا ما أحبوا، فاعتمر من العام المقبل، فدخلها كما كان صالحهم، فلما أقام بها ثلاثًا أمروه أن يخرج فخرج.
[صحيح] - [رواه البخاري]

الشرح

خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة يريد العمرة في عام الحديبية، سنة ست، فمنعه كفار قريش من العمرة، ومن دخول المسجد الحرام، فذبح عليه الصلاة والسلام الهدي وحلق رأسه في الحديبية ناويًا التحلل من العمرة، وصالحهم على أن يعتمر السنة القادمة ولا يحمل عليهم السلاح إلا السيوف، ولا يقيم بمكة إلا المدة التي يريدها ويحددها أهل مكة، فلما كانت السنة المقبلة، اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم ودخل مكة كما كان بينهم من الصلح فلم يحمل السلاح إلا ما استثنى، وهي السيوف، فلما كان فيها ثلاثة أيام أمره كفار قريش بأن يخرج فخرج عليه الصلاة والسلام. وهذه المصالحة ترتبت عليها مصالح عظيمة، فمما ظهر من ثمراتها: فتح مكة، ودخول الناس في الدين أفواجًا، وذلك أنهم كانوا قبل الصلح لم يكونوا يختلطون بالمسلمين ولا يعرفون الإسلام ونبيَّه بوضوح، فلما حصل الصلح واختلطوا بهم وعرفوا أحواله عليه الصلاة والسلام وحسن سيرته وجميل سنته أسلموا، ويوم فتح مكة أسلم سائرهم، وكانت العرب في البوادي ينتظرون إسلام أهل مكة، فلما أسلموا أسلم العرب كلهم.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

حال:
منع.
نحر:
ذبح.
قاضاهم:
صالحهم.

من فوائد الحديث

  1. المحصر عن البيت يذبح ويحلق ويتحلل، ولو لم يشترط عند الإحرام.
  2. بيان فوائد وثمرات الصلح وإن كن ظاهره أنه شر للمسلمين.
  3. امتثال النبي صلى الله عليه وسلم لشروط الصلح.
المراجع
  1. صحيح البخاري (3/ 185) (2701)، النهاية في غريب الحديث والأثر (243)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري (13/ 280)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (4/ 425)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (24/ 473).