عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يقول: لبيك عن شُبْرُمة، قال: "‌من ‌شبرمة؟" قال: أخ لي، أو قريب لي، قال: "حججت عن نفسك؟" قال: لا، قال: "حُجَّ عن نفسك ثم حُجَّ عن شبرمة".
[صحيح] - [رواه أبو داود وابن ماجه]

الشرح

سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا يقول في الحج: لبيك عن شُبْرُمة، فسأله من شبرمة؟ قال: أخ أو قريب، شك الراوي، فسأله عليه الصلاة والسلام: هل حججت عن نفسك؟ فأخبر أنه لم يحج عن نفسه، فبيّن له النبي صلى الله عليه وسلم أن عليه يبدأ بالحج عن نفسه أولاً، ثم يحج عن غيره، فلا يصح أن يحج شخص عن غيره وهو لم يحج عن نفسه. وفي هذا دليل على أن الإنسان إذا كان قد أحرم بالنسك عن غيره ولم يحج عن نفسه فإنه يقلب ذلك إلى نفسه، فيلبي عن نفسه، ويكون النسك له، ولا يستطيع الإنسان أن يحج حجًّا واحدًا عن شخصين، بل يكون الحج من واحد عن واحد، إما عن نفسه، أو عن واحد من الناس، لكن يمكن إذا كان الإنسان متمتعًا أن يجعل العمرة لشخص والحج لشخص، لأن كل واحد منهما مستقل عن الثاني بإحرامه مع تحلله بين الإحرامين.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

لبيك:
هو من التلبية، وهي: إجابة المنادي؛ أي: إجابتي لك يارب، وهو مأخوذ من لبّ بالمكان وألب به إذا أقام به، وألبَّ على كذا إذا لم يفارقه.

من فوائد الحديث

  1. جواز أن يحج الرجل عن غيره.
  2. الدلالة على أن الإنسان لا يحج عن غيره إلا إذا كان قد حج عن نفسه.
  3. الدلالة على أنه يمكن للإنسان أن يُظهِر في التلبية اسم المحجوج عنه أو المعتَمر عنه، فيقول: لبيك لفلان، أو لبيك عن فلان، إذا كان يحج عن غيره.
  4. أن الحج قد يكون من الأخ عن أخيه، وليس خاصاً بالولد عن والده.
  5. بيان أن الإنسان إذا كان قد أحرم بالنسك عن غيره ولم يحج عن نفسه فإنه يقلب ذلك إلى نفسه، فيلبي عن نفسه، ويكون النسك له.
المراجع
  1. سنن أبي داود (3/ 218) (1811)، سنن ابن ماجه (4/ 147) (2903)، شرح سنن أبي داود للعباد (215/ 20)، النهاية في غريب الحديث والأثر (823).