عن أم سلمة قالت: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي قال: «‌طُوْفِي من وراء الناس وأنت راكبة» فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جنب البيت يقرأ بالطور وكتاب مسطور.
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

اشتكت أم سلمة رضي الله عنها من ألم تتوجع منه وهي مُحْرِمة، فَشَكَتْ ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرها أن تطوف وراء المصلين من خلفه صلى الله عليه وسلم وهي راكبة على بعيرها؛ ليكون أرفق بها، وإنما أمرها صلى الله عليه وسلم بالطواف من وراء الناس لشيئين أحدهما: أن سنة النساء التباعد عن الرجال عامةً، وفي الطواف خاصةً، والثاني: أن قربها يخاف منه تأذي الناس بدابتها، وكذا إذا طاف الرجل راكبا، وإنما طافت في حال صلاة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليكون أستر لها. فطافت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الصبح قريبًا من الكعبة، يقرأ في صلاته سورة الطور.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

أشتكي:
الشكاية: المرض.
راكبة:
أي على البعير.

من فوائد الحديث

  1. جواز الطواف حال الركوب.
  2. بيان كيفية طواف المريض، وهو أن يطوف راكبًا.
  3. أن النساء يطفن وراء الرجال، ولا يختلطن بهم؛ لأن ذلك أستر لهن، ولأن الطواف كالصلاة، ومن سنة الصلاة أن يتأخرن عن صفوف الرجال، فكذا في الطواف.
  4. من يطوف وقت صلاة الجماعة لعذر لا يطوف إلا من وراء الناس، فلا يطوف بين المصلين وبين البيت؛ لئلا يشغل الإمام والناس، فيؤذيهم.
  5. الراكب عليه أن يجتنب ممر الناس ما استطاع، ولا يخالط الرجالة؛ لئلا يؤذيهم.
  6. استحباب قرب الإمام من البيت في الصلاة.
  7. مشروعية الجهر بالقراءة في صلاة الصبح.
  8. قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لسورة الطور في صلاة الصبح.
المراجع
  1. صحيح البخاري (1/ 100) (464)، صحيح مسلم (2/ 927) (1276)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (23/ 503)، النهاية في غريب الحديث والأثر (490).