عن سالم قال: وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقدم ‌ضَعَفَةَ ‌أهله، فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة بليل، فيذكرون الله ما بدا لهم، ثم يرجعون قبل أن يقف الإمام وقبل أن يدفع، فمنهم من يقدم منى لصلاة الفجر، ومنهم من يقدم بعد ذلك، فإذا قدموا رموا الجمرة وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: أَرْخَصَ في أولئك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقدم نساءه، وصبيانه من المزدلفة إلى منى؛ خوف التأذي بالعجلة والزحام، فيقفون عند جبلٍ بالمزدلفة يسمى المشعر الحرام بليل، فيذكرون الله ما أرادوا، ثم يرجعون قبل أن يقف الإمام بالمشعر الحرام وقبل أن يفيض الإمام من المزدلفة متوجهًا إلى منى، حتى يسبقوا زحام الحجيج؛ مراعاةً لضعفهم، فمنهم من يجيئ إلى منى عند صلاة الفجر، ومنهم من يجيئ بعد الفجر، ووقت وصولهم إلى منى يرمون جمرة العقبة، ولا يؤخرون ذلك إلى طلوع الشمس، وأخبر ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رخّص في ذلك، وهذا أصح من حديث ابن عباس في النهي عن الرمي قبل طلوع الشمس.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

مابدا لهم:
ما أرادوا وأحبوا.
يدفع:
يبتدئ السير ويدفع نفسه، أو يدفع ناقته ويحملها على السير.
يقدم:
يجيئ.
أرخص:
رخّص لهم وأذن وسمح.

من فوائد الحديث

  1. ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم للضعفاء في الحج أن يدفعوا من مزدلفة لمنى قبل الناس.
  2. عدم الترخص في المبيت بمزدلفة على غير الضعفة؛ لأن حكم من لم يرخص له ليس كحكم من رخص له.
  3. مشروعية الوقوف عند المشعر الحرام بالدعاء والذكر.
  4. منزلة فقه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
المراجع
  1. صحيح البخاري (2/ 165) (1676)، صحيح مسلم (2/ 941) (1295)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (23/ 637)، النهاية في غريب الحديث والأثر (308).
المزيد