عن عوف بن مالك قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، وبيده عصا، وقد علق رجل قِنًا حَشَفًا، فطعن بالعصا في ذلك القِنْو، وقال: "لو شاء رب هذه الصدقة تصدق بأطيب منها" وقال: "إن رب هذه الصدقة يأكل الحشف يوم القيامة".
[حسن] - [رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه]

الشرح

روى عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وبيده عصا، وهناك قنو معلق في المسجد صدقة لمن يريد أن يأكل منه، وكان ذلك القنو حشفًا، والحشف هو التمر الرديء الذي صار يابسًا، فالرسول صلى الله عليه وسلم طعن بالعصا فيه وقال: لو أراد صاحب هذه الصدقة أن يتصدق بأطيب منها لفعل، وهذا فيه إرشاد وتنبيه إلى التصدق بالأجود والأفضل؛ لأن العبد يقدمه لنفسه في الآخرة، قال تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}، لكن إذا كان الإنسان كل ما عنده من هذا القبيل فهو معذور، {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا}، لكن إذا كان عنده ما هو خير من ذلك فالأولى للإنسان أن يتصدق بما هو خير، ولا يتصدق بما هو سيئ ورديء. ثم قال صلى الله عليه وسلم: إن صاحب هذه الصدقة يأكل الحشف يوم القيامة، ومعنى هذا أن أجره على قدر العمل، فإذا كان عمله قليلًا ضعيفًا فإنه يحصِّل أجرًا قليلًا على قدر عمله، وقيل: إنه يأكل ذلك النوع في الجنة حقيقة، والله تعالى أعلم.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

قِنًا:
القنو: العذق بما فيه من الرطب.
حشفًا:
الحشف: اليابس الفاسد من التمر، وقيل: الضعيف الذي لا نوى له.
لو شاء:
لو أراد.
أطيب منها:
أحسن منها.

من فوائد الحديث

  1. الجزاء من جنس العمل.
  2. الحث على التصدق بالطيب والإنفاق مما نحب.
  3. إذا كان الإنسان كل ما عنده غير طيب فهو معذور في إخراج صدقة غير طيبة.
  4. جواز إحضار الطعام في المسجد للصدقة بها.
المراجع
  1. سنن أبي داود (3/ 53) (1608)، سنن النسائي (5/ 43) (2493)، سنن ابن ماجه (3/ 35) (1821)، شرح سنن أبي داود للعباد (194/ 16)، النهاية في غريب الحديث والأثر (775) (210).