عن رافع بن خديج قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "العامل على الصدقة بالحق كالغازي في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته".
[حسن] - [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه]

الشرح

السعي على جمع الصدقة والزكاة وحفظها وتوزيعها من الأعمال التي جاء بها الإسلام، والتي يخاطب بها أولياء الأمور، وفي هذا العمل أجرٌ إذا كان مع الاحتساب والنية الطيبة، فإن العامل على الصدقة يعمل على إبراء ذمم أصحاب الأموال الذين تؤخذ منهم الزكاة ثم توصل إلى الفقراء الذين هم محتاجون إليها. وقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجر العامل على الصدقة والزكاة بحق، وذلك بأن يكون عمله وفقًا للشرع، وليس فيه هضم لحقوق الفقراء بأن يتسامح مع أصحاب الأموال، ولا أن يظلم أصحاب الأموال بأن يأخذ شيئًا فوق ما يجب عليهم، وإنما يأخذ ما هو واجب فيبرئ ذمة الغني، ويوصل إلى الفقير حقه دون نقص، فإن فعل ذلك فهو كالغازي في سبيل الله لإعلاء كلمته، حتى يرجع ذلك العامل من عمله إلى بيته، أي: يكتب له ما يكتب للغازي حتى يرجع، وذلك أن الله ذو الفضل العظيم، والعامل على الصدقة خليفة الغازي؛ لأنه يجمع مال سبيل الله؛ لأنه من مصارف الزكاة، فهو غازٍ بعمله وبنيته، فهما شريكان في النية شريكان في العمل، فوجب أن يشتركا في الأجر.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

العامل على الصدقة:
الساعي الذي يجمعها من أهلها ويحفظها ويفرقها في أهلها.
بالحق:
بالصدق والأمانة.
كالغازي:
أجره مثل أجر المجاهد.

من فوائد الحديث

  1. فضل العمل على الصدقة والزكاة.
  2. التأكيد على أن يكون السعي على الصدقة والزكاة بالحق.
المراجع
  1. سنن أبي داود (4/ 561) (2936)، سنن الترمذي (2/ 30) (645)، سنن ابن ماجه (3/ 27) (1809)، شرح سنن أبي داود للعباد (346/ 3)، تحفة الأحوذي (3/ 247).