عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: كَسَفَتِ الشمسُ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ففزع فأَخطأَ بدِرْعٍ حتى أُدرِكَ بردائه بعد ذلك، قالت: فقضيت حاجتي، ثم جئت ودخلت المسجد، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا، فقمتُ معه، فأطال القيام، حتى رأيتني أريد أن أجلس، ثم أَلْتَفِتُ إلى المرأة الضعيفة، فأقول: هذه أضعف مني، فأقوم، فركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه فأطال القيام، حتى لو أن رجلًا جاء خُيِّل إليه أنه لم يركع.
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

أخبرت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن الشمس خسفت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والخسوف والكسوف مترادفان بدلالة النصوص، ومن شدة سرعته صلى الله عليه وسلم واهتمامه بذلك أراد أن يأخذ رداءه، فأخذ درع بعض أهل البيت سهوًا، ولم يعلم ذلك؛ لاشتغال قلبه بأمر الكسوف، فلما علم أهل البيت أنه ترك رداءه لحقه به إنسان، فقضت أسماء حاجتها، وتوضأت، ثم جاءت إلى المسجد، فرأت الرسول صلى الله عليه وسلم قائمًا يصلي، فدخلت في صفوف النساء تصلي، فأطال عليه الصلاة والسلام القيام، حتى إن أسماء حدثت نفسها بأن تقعد، من الجهد والتعب، فرأت امرأةً ضعيفةً واقفةً، فحدثت نفسها بأن هذه أضعف منها بنيةً وتصبرت وقامت، فنشطت للوقوف، ثم ركع عليه الصلاة والسلام وأطال الركوع، ثم رفع رأسه من الركوع وأطال القيام، حتى إنه لو جاء رجل ممن لم ير ركوعه صلى الله عليه وسلم ورفعه منه لظن أنه صلى الله عليه وسلم لا زال في قيام القراءة الذي قبل الركوع.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

كسفت الشمس:
احتجبت وذهب ضوؤها.
درع:
قميص.
أُدرك:
أُلحق، والدرك: اللحاق والوصول إلى الشيء.
بردائه:
الرداء: ما يلبس فوق الثياب كالعباءة والجُبَّة.
خُيِّل:
تَوهَّم وظنَّ.

من فوائد الحديث

  1. المبادرة إلى الطاعة عند رؤية ما يحذر منه.
  2. مشروعية الإطالة في صلاة الكسوف.
  3. مشروعية أن يصلي النساء صلاة الكسوف.
  4. أن الإطالة في صلاة الكسوف ليس خاصًّا بالقيام الأول والركوع، بل يشمل كل حالات الصلاة.
المراجع
  1. صحيح البخاري (1/ 149) (745)، صحيح مسلم (2/ 625) (906)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (18/ 90).
المزيد