عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "نزل القرآن على سبعة أحرف، المراء في القرآن كفر -ثلاث مرات-، فما عرفتم منه فاعملوا، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه".
[صحيح] - [رواه أحمد وابن حبان]

الشرح

روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نزل القرآن بسبعة أحرف أي: سبعة أوجه من أوجه القراءة، والمراء في القرآن كفر، والمراء هو الجدال، والمقصود من ذلك المراء الذي يكون بالباطل، والذي يكون بضرب القرآن بعضه ببعض، بحيث يشكك فيه، أو يؤتى فيه بأمور غير سائغة تصرف الناس عن القرآن، فلا شك أن هذا كفر بالله عز وجل، وهو مخرج من الملة، فما عرفتم منه فاعملوا أي اعملوا بما عرفتم من الكتاب ما استطعتم، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه، أي فتعلموه ممن هو أعلم منكم، أو أحيلوا العلم به إلى العلماء، فمن أراد راجعهم، وفيه الزجر عن سؤال من لا يعلم. قال بعض أهل العلم إن القراءة بها كانت في أول الأمر خاصة للضرورة، لاختلاف لغات العرب ومشقة أخذ جميع الطوائف بلغة، فلما كَثُر الناس والكُتَّاب وارتفعت الضرورة كانت قراءة واحدة.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

سبعة أحرف:
سبعة أوجه من القراءة.
المراء:
الجدال.
فما عرفتم منه فاعملوا:
اعملوا بما عرفتم من الكتاب قدر استطاعتكم.
ماجهلتم فردوه إلى عالمه:
فتعلموه ممن هو أعلم منكم.

من فوائد الحديث

  1. الجدال بالباطل ومن أجل التشكيك وصرف الناس عن القرآن يدخل في دائرة الكفر.
  2. ضرورة سؤال العالم.
  3. أهمية العمل بما علمه الإنسان وإلا كان نكالًا له.
  4. سماحة الشريعة في اشتراط الاستطاعة للعمل، فما استطعتم منه فاعملوا.
  5. التنبيه إلى عدم العمل بجهل وبدون سؤال من هو أعلم.
  6. من هدي النبي صلى الله عليه تكرار الكلام ثلاثًا.
المراجع
  1. مسند أحمد (13/ 369) 7989)، صحيح ابن حبان (1/ 275) (74)، الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (18/ 39).