عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنٍ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ الآيَاتِ بَرَكَةً، وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَقَلَّ المَاءُ، فَقَالَ: «اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ» فَجَاءُوا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ قَلِيلٌ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، ثُمَّ قَالَ: «حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ المُبَارَكِ، وَالبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ» فَلَقَدْ رَأَيْتُ المَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ.
[صحيح]
-
[رواه البخاري]
قال ابن مسعود رضي الله عنه: كنا نرى أن الآيات التي هي خوارق العادات بركة من الله تعالى، وأنتم ترونها تخويفًا كلها، ولكن بعضها بركة كشبع الجيش الكثير من الطعام القليل، وبعضها تخويف ككسوف الشمس، وكأنهم تمسكوا بظاهر قوله: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا} [الاسراء: 59]، كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فنقص الماء، فقال: اطلبوا بقية ماء ممن معه، فأتوا بوعاء فيه ماء قليل، فأدخل عليه الصلاة والسلام يده الشريفة في الوعاء، ثم قال: هلموا إلى الطهور المبارك، الذي أمده الله ببركة نبيه صلى الله عليه وسلم، والبركة من الله عز وجل، قال ابن مسعود: فقد رأيت الماء يخرج من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر مشهدًا آخر فقال: كنا نسمع تسبيح الطعام ونحن نأكله، وهذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.