عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قريشٌ والأنصارُ وجُهينةُ ومُزينةُ وأسلمُ وأشجعُ وغفارُ مواليَّ، ليس لهم مولًى دون الله ورسوله».
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعض القبائل وهم: قريش والأنصار وجُهينة ومُزينة وأسلم وأشجع وغفار، ثم بيّن أنهم أولياؤه المختصون به، وأن الله وليهم والمتكفل بهم، وبمصالحهم، وكذلك رسوله عليه الصلاة والسلام، ليس لهم مولًى غيرهم. فالخلق كلهم ملك لله تعالى، ثم يوالي تعالى، ويعادي من يشاء، واختصاص تلك القبائل بولاية الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم دون المسلمين، إما لأنهم لم تكن لهم حلفاء من العرب كما كان لغيرهم، أو لأنهم أسلموا أولًا، وفارقوا أصول قبائلهم وعادوهم، فوالاهم الله، وشرفهم بذلك، وقد يكون تخصيصًا لهم وسِمة، والله يخلق ما يشاء ويختار.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

قريشٌ والأنصارُ وجُهينةُ ومُزينةُ وأسلمُ وأشجعُ وغفارُ:
أسماء قبائل من قبائل العرب.
مواليَّ:
المختصون به صلى الله عليه وسلم.

من فوائد الحديث

  1. بيان فضل هؤلاء القبائل.
  2. بيان شرف الإسلام، وعلو منزلته؛ لأن هؤلاء القبائل ما شرفوا هذا التشريف إلا من أجله، وإلا فكانوا في الجاهلية دون الذين فضلوا عليهم، فلما سابقوا إلى الإسلام، ونصروه أعزهم الله تعالى به، وفضلهم عليهم.
  3. بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يفضل أحدًا على أحد إلا بوحي من الله عز وجل.
  4. فضيلة جنس العرب على سائر الأعراق، وذلك لاصطفاء الله تعالى وتمييزهم، ونزول القرآن الكريم بلسانهم، وورود الإجماع على ذلك، ولا يلزم من تفضيل الجنس تفضيل كل فردٍ من الأفراد، بل هو فضلٌ عام، كتفضيل الذكر على الأنثى.
المراجع
  1. صحيح البخاري (4/ 179) (3504)، صحيح مسلم (4/ 1954) (2520)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (40/ 9) (40/ 10).