عن السدي، قال: سألت أنسا: كيف أنصرف إذا صليت؟ عن يميني، أو عن يساري؟ قال: أما أنا فأكثر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف عن يمينه.
[صحيح] - [رواه مسلم]

الشرح

قال السدي: سألت أنسًا رضي الله عنه: كيف أنصرف أي: كيف ألتفت بعد انتهاء الصلاة لاستقبال من يصلي ورائي؟ وليس المراد السؤال عن الانصراف بمعنى السلام؛ لأنه لا تخيير فيه بين اليمين واليسار، وإنما هو عن اليمين ثم اليسار، وقوله: إذا صليت؟ أي: فرغت من الصلاة، أأنصرف عن جهة يميني، أو عن جهة يساري؟ قال أنس رضي الله عنه: أما أنا فأكثر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف عن يمينه، فالأفضل أن تنصرف إلى جهة يمينك، فيكون كلامه متضمنًا الجواب مع الدليل، فكأنه قال له: انصرف عن يمينك؛ لأن أكثر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف عن جهة يمينه، وهذا إخبار عما رأى، وكذا حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه كثيرًا ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ينصرف عن يساره فلا تناقض، ولازم الحديثين أنه كان يفعل هذا أحيانا وهذا أحيانا، فدل على جواز الأمرين، وأن ذلك واسع وليس فيه سنة يداوم عليها.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

كيف أنصرف:
أرجع إلى الجهة التي فيها حاجتي.
إذا صليت:
فرغت من صلاتي.

من فوائد الحديث

  1. استحباب الانصراف عن جهة اليمين بعد انقضاء الصلاة على ما ذكره أنس رضي الله عنه.
  2. لا تجب جهة معينة في الانصراف، بل يكون حسب جهة حاجته.
  3. دقة الصحابة رضي الله عنهم في إجاباتهم.
  4. ذكر الدليل مع الحكم في الإجابة.
المراجع
  1. صحيح مسلم (1/ 492) (708)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (15/ 237).