عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من بنى مسجدًا لله كمَفْحَص قطاة، أو أصغر، بنى الله له بيتا في الجنة".
[صحيح] - [رواه ابن ماجه]

الشرح

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بنى مسجدًا مخلصًا لله، وكان المسجد كمَفْحَص قطاة، والقطاة: طائر كالحمام، ومفحصها: الموضع الذي تُحشِّشُ فيه أي: تجمع الحشيش والنبات فيه؛ لتخيمه لها وتبيض فيه، أو أصغر من هذا الموضع، بنى الله له بيتًا أي: قصرًا في الجنة مجازاة له على عمله. وخصّ القطاة بهذا لأنها لا تبيض على شجرة ولا على رأس جبل، بل إنما تجعل مفحصها على بسيط الأرض دون سائر الطير، فلذلك شبّه به المسجد، ولأنها توصف بالصدق، فكأنه أشار بذلك إلى الإخلاص في بنائه، ولا ريب أنه لا يكفي مقداره للصلاة فيه فهو محمول على المبالغة أو هو على ظاهره بأن يزيد في المسجد قدرًا يحتاج إليه تكون تلك الزيادة هذا القدر أو يشترك جماعة في بناء مسجد فتقع حصة كل واحد منهم ذلك القدر.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

مفحص:
موضع تجثم فيه وتبيض، كأنها تفحص عنه التراب؛ أي: تكشفه، والفحص: البحث والكشف.
قطاة:
طائر يشبه الحمام.

من فوائد الحديث

  1. فضل بناء المسجد، وأن الله يبني به بيتًا في الجنة.
  2. تنبيه على الإخلاص لله في بناء المساجد.
  3. يسر الشريعة وسهولتها وما يقابله من عظيم الأجر والثواب.
المراجع
  1. سنن ابن ماجه (1/ 475) (738)، مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه والقول المكتفى على سنن المصطفى (5/ 205)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري للقسطلاني (1/ 443)، النهاية في غريب الحديث والأثر (ص693).