عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} {والمجاهدون في سبيل الله} [النساء: 95] " قال: فجاءه ابن أم مكتوم وهو يُمِلُّها عليَّ، فقال: يا رسول الله، لو أستطيع الجهاد لجاهدت -وكان رجلًا أعمى- فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم، وفخذه على فخذي، فثقلت علي حتى خفت أن تَرُضَّ فخذي، ثم سُرِّيَ عنه، فأنزل الله عز وجل: {غير أولي الضرر} [النساء: 95].
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

أخبر زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ألقى إليه آيات أُنزلت عليه ليكتبها، وهي آيات سورة النساء: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} {والمجاهدون في سبيل الله} بدون {غير أولي الضرر} فجاء ابن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يلقي الآية عليَّ، فقال: يا رسول الله، لو أستطيع الجهاد لجاهدت، ولكنني لا أستطيع بسبب أنني أعمى، فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم، وفخذه عليه الصلاة والسلام على فخذي، فثقلت علي من ثقل الوحي حتى خفت أن تدق فخذي، ثم انكشف وأُزيل عنه ما نزل به من برحاء الوحي، فأنزل الله عز وجل: {غير أولي الضرر}، فظهرت حكمةٌ من حكم الله تعالى في عدم نزول هذا الاستثناء ابتداءً، وهو إظهار فضيلة ابن أم مكتوم، والبيان الجلي لدخول العمي في أولي الضرر، وغير ذلك.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

أملى عليه:
ليكتبها.
يُمِلُّها:
يمليها.
ترض:
الرض: الدق، فخاف أن تُدق فخذه.
سُرِّيَ:
كُشف و أُزيل.
أولي الضرر:
أصحاب الأعذار.

من فوائد الحديث

  1. بيان سبب نزول الآية الكريمة.
  2. ثقل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: { إنا سنلقي عليك قولًا ثقيلًا}.
  3. يسر الشريعة وسماحتها عن أولي الضرر وعدم تكلفتهم ما لا يقدرون عليه.
  4. سقوط وجوب الجهاد عن أولي الضرر.
المراجع
  1. صحيح البخاري (4/ 25) (2832)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري (18/ 186)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (7/ 91)، النهاية في غريب الحديث والأثر (ص 361، 428).