عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم-: "افترقَتِ اليهودُ على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقةً، وتفرَّقت النَّصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقةً، وتَفتَرِقُ أمَّتي على ثلاث وسبعين فرقةً".
[صحيح] - [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد]

الشرح

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور حدثت وأمور ستحدث في المستقبل، فأخبر أن اليهود افترقوا إلى إحدى أو اثنتين وسبعين فرقةً وشيعةً، وأن النصارى افترقت إلى إحدى أو اثنتين وسبعين فرقةً وشيعةً أيضًا، والأمر المستقبلي أن هذه الأمة أيضًا ستفترق، ولكن إلى ثلاث وسبعين فرقةً اثنين وسبعين فرقة منهم في النار، فهذه الفرق مخالفة لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن كانت بدعته مكفرة فهو من أمة الدعوة، ومن كانت بدعته غير مكفرة فليسوا كفارًا، بل هم مسلمون، ولكنهم مستحقون للعذاب، وأمرهم إلى الله عز وجل، والثالثة والسبعون هم أهل السنة والجماعة، وهي الفرقة الناجية والتي ستدخل الجنة، ومن المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم لم يرد بالفرق المذمومة المختلفين في فروع الفقه من أبواب الحلال والحرام من التفاوت في الاستدلال بأصول صحيحة، وإنما قصد بالذم من خالف أهل الحق في أصول التوحيد وفي شروط النبوة والرسالة وفي موالاة الصحابة وما جرى مجرى هذه الأبواب.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

افترقت:
تباعدت واختلفت.
فرقة:
شيعة وجماعة.

من فوائد الحديث

  1. هذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر عن غيب وقع.
  2. حصول الافتراق في الأمم السابقة من اليهود والنصارى، وأنهم فرق شتى، ونحل متعددة.
  3. هذه الأمة سيحصل لها مثل ما حصل للأمم السابقة، وأنها ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، فرقة واحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار.
المراجع
  1. سنن أبي داود (7/ 5) (4596)، سنن الترمذي (4/ 322) (2640)، سنن ابن ماجه (5/ 128) (3991)، مسند أحمد (14/ 124) (8396)، عون المعبود وحاشية ابن القيم (12/ 222)، شرح سنن أبي داود للعباد (514/ 5)، تحفة الأحوذي (7/332)، مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن ابن ماجه (2/264).